تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير سراج منير، الذي أثرى السينما المصرية بالعديد من أعماله التي حققت نجاحًا كبيرًا، رغم رحلة حياته القصيرة التي لم يتجاوز فيها الـ٥٤ من عمره.
محطات فى حياة الفنان سراج منير:
ولد سراج منير في القاهرة بدايات القرن العشرين في مثل هذا اليوم 15 يوليو 1904م.
أشهر الأدوار التي صنعت اسم سراج منير عند الجمهور العام هو دور عنتر في فيلم "عنتر ولبلب" مع الفنان محمود شكوكو، وهو الفيلم الذي حقق نجاحات كبيرة.
يعد سراج منير قادما من عائلة أرستقراطية، فوالده هو عبدالوهاب بك حسن، وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن بين أخوته المخرجان السينمائيان حسن وفطين عبدالوهاب.
درس سراج منير في المدرسة الخديوية، وكان عضوًا في فريق التمثيل في المدرسة، وقد بدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت له عام 1922، وكان لا يزال في الثامنة عشرة من العمر، عندما دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحدهم، وحينما وصل إلى المنزل فوجئ بأن السهرة عبارة عن مسرح في الحديقة، والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد.
ترك هذا اليوم تأثيرًا كبيرًا في سراج منير، ليولد في داخله حب التمثيل، وأصبح عضوًا بعدها في فريق التمثيل بالمدرسة.
أنهى سراج منير دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.
في ألمانيا تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية في بدايات حياته مقابل مرتب ثابت.
ترك سراج منير دراسة الطب، وانطلق ليطوف استوديوهات برلين، وظهر خلال تلك الفترة في بعض الأفلام الألمانية الصامتة.
هجر منير بعدها دراسة الطب، إلى دراسة السينما، وفي ألمانيا التقى الفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معًا.
بعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.
قبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية نهايات الثلاثينيات، تلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيه للعمل معها.
ترك سراج منير ألمانيا عائدًا إلى وطنه، وكانت هذه البرقية بمثابة النجدة بالنسبة لسراج منير، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن أي مواطن مصري من الخروج وقتها من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، أما هو فقد أفلت من هذا المصير المظلم بفارق أسبوع واحد، عندما عاد سالما إلى مصر.
بعد عودته إلى مصر، عمل مترجمًا في مصلحة التجارة، قبل أن ينضم لفرقة يوسف وهبي (فرقة رمسيس)، ثم للفرقة الحكومية.
اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمه الأول "زينب" وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرية.
تزوج سراج منير من الفنانة ميمي شكيب عام 1942، وكانت من أنجح الزيجات في الوسط الفني، واستمر زواجهما قائما لخمسة عشر عاما حتى وفاة الفنان سراج منير عام 1957.
قدم سراج منير أكثر من 130 عملا بين السينما والمسرح، منها "عنتر ولبلب و"أمير الانتقام" و"لحن الخلود"، كما قدم شخصية "عنتر بن شداد" في فيلم "عنتر وعبلة" (1945)، ثم في فيلم "ابن عنتر"، وفيلم "مغامرات عنتر وعبلة" (1947).
كان سراج يعاني من مرض القلب، توفي في عام 1957 بشكل مفاجئ، وذلك بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية مع فرقة الريحاني.
