رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نور الهدى فنانة مسيحية غنت للحج ورفضت القبلات وأبعدتها الضرائب عن الفن

نور الهدى
نور الهدى

تعد الفنانة نور الهدى من أشهر نجوم السينما المصرية، واسمها الحقيقي ألكسندرا نقولا بدران، بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث غنت في المدرسة والحفلات الخاصة وشاركت في التراتيل بالكنيسة، سرعان ما برزت موهبتها لدرجة أن الناس أطلقوا عليها لقب "أم كلثوم لبنان".

بدأت نور الهدى مسيرتها الفنية بشكل احترافي في عام 1942، وذلك بفضل الفنان الكبير يوسف وهبي، والذي كان قد انتهى من إعداد فيلم "الجوهرة"، وأسند دور البطولة فيه إلى نور الهدى، وهي فنانة ناشئة وقتها، مما أثار انتقادات من بعض النقاد والسينمائيين الذين اعتبروا أن وهبي كان متسرعًا في اختيار فنانة غير معروفة للجمهور، وأطلق عليها اسم "نور الهدى".

نجحت نور الهدى في تحقيق شهرة واسعة في فترة ازدهار الطرب، حيث تنافست مع كبار الفنانين وأثبتت موهبتها بينهم، قدمت العديد من الأغانى الشهيرة مثل "إن جيت للحق أنا زعلانة"، "يا ساعة بالوقت اجرى"، "ماتقولش لحد"، "مالكش حق"، و"أوبريت قمر الزمن"، "هل هلال العيد"، و"يا جارة الوادي"، وتعاونت مع الموسيقار محمد فوزي في دويتو ناجح وظهرت في أربعة أفلام معه، بالإضافة إلى عملها مع فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب، كان آخر أفلامها هو "حكم قراقوش" الذي صدر عام 1953.

 سبب خلافها مع يوسف وهبي

تميزت نور الهدى بموقفها الثابت من رفض وجود أي مشاهد قبلات في أعمالها الفنية، في بداية مسيرتها، واجهت خلافًا بين والدها ويوسف وهبي بشأن هذا الشرط، حيث أصر والدها على عدم تضمين أي مشاهد قبلات في الأفلام التي تشارك فيها، ونجحت في إقناع والدها بأن يوسف وهبي يحرص على تقديم أفلام أخلاقية خالية من المشاهد المثيرة والقبلات، وأنها لن تسمح بأي قبلة أثناء التصوير، كما أنها من المطربات المسيحيات اللواتي قدمن أغاني للحج وأعياد المسلمين، مثل أغنية "هل هلال العيد" و"الحج" في فيلم "أفراح" الذي أخرجه نيازي مصطفى عام 1950.

ابتعدت نور الهدى عن الفن والأضواء مبكرًا بعد أن قدمت حوالي 25 فيلمًا، واجهت مشاكل مع الضرائب وقررت نقابة الموسيقيين منعها من الغناء في الحفلات واقتصار نشاطها على الغناء في الأفلام، لذا انتقلت نور الهدى إلى لبنان وانسحبت من الساحة الفنية حتى وفاتها في عام 1998.