الفنان السيد بدير، هو أحد الأسماء البارزة في تاريخ السينما والمسرح المصري، حيث ساهم بشكل كبير ليس فقط كممثل بل أيضًا كمؤلف ومخرج لأعمال حققت نجاحات باهرة، ولد السيد بدير في القاهرة عام 1915، وكان والده يعمل مدرسًا للتربية البدنية بمدرسة رقى المعارف الثانوية، حصل على شهادة البكالوريا عام 1932، والتحق بكلية الطب، لكنه تركها لاحقًا بسبب شغفه بالفن، ليبدأ مسيرته الفنية عام 1936 بأدوار صغيرة في السينما، منها فيلم "شىء لا شىء".
برزت موهبته الفنية بفضل المخرج صلاح أبوسيف، وشارك في العديد من الأفلام السينمائية مثل "دائمًا فى قلبى"، ثم أسند إليه المخرج عباس كامل شخصية عبد الموجود ابن كبير الرحيمية، في عام 1949، بدأ السيد بدير في كتابة السيناريو السينمائي وأعمال المسرح، حيث كتب أكثر من 25 فيلمًا منها "جعلونى مجرمًا" و"عمالقة البحار".
بدأ السيد بدير مسيرته الإذاعية في إذاعة الشرق، ثم أصبح مخرجًا بالإذاعة المصرية وتدرج في المناصب حتى أصبح كبير المخرجين ثم مديرًا عامًا للدراما ومستشارًا فنيًا، عمل أيضًا مترجمًا ومؤلفًا وممثلًا في الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون، كتب وأخرج ومثل للإذاعة حوالي 3000 تمثيلية.
أول من أنشأ استديو للتسجيل الإذاعي في القاهرة
بالإضافة إلى ذلك، كتب السيد بدير حوالي 220 سيناريو وحوار فيلم، ومثل في حوالي 100 فيلم، وأخرج للسينما 20 فيلمًا روائيًا طويلًا، كان أول من أنشأ استديو للتسجيل الإذاعي في القاهرة، والذي سُمي باستديو السيد بدير، أشرف أيضًا على فرقة التليفزيون المسرحية، ما جعل عصره يُعتبر العصر الذهبي للمسرح. من أهم الأعمال الفنية التي أخرجها للإذاعة: "القيثارة الحزينة"، "تفاريح رمضان"، "أنباء الفنون"، "أوبريت العشرة الطيبة"، و"بعد الغروب".
