رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصريون تَعطَّلت أعمالهم بعد أزمة "فيسبوك": هل نعود إلى عصر الـ"SMS"؟

فيسبوك
فيسبوك

في يوم الثلاثاء الموافق 5 مارس 2024، تفاجأ ملايين المستخدمين حول العالم بتعطل حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي الأشهر فيسبوك وإنستجرام، وعدم قدرتهم على الدخول أو النشر أو التفاعل مع الآخرين، وقد أثار هذا العطل حالة من الاستياء والقلق لدى الكثيرين، خاصة الذين يعتمدون على هذه المنصات في أعمالهم أو دراستهم أو حياتهم اليومية.

وفي مصر، كانت الأزمة أكثر حدة، حيث يعد فيسبوك وإنستجرام من أهم وسائل التواصل والتسويق والترويج للعديد من الأفراد والمؤسسات والمبادرات. وقد أدى تعطل هذه المنصات إلى توقف أو تأخر أو تضرر الكثير من الأنشطة والمشاريع والخدمات التي تعتمد عليها.

عطل فيسبوك

دعاية مُعلقة

فمثلًا، تأثرت حركة الدعاية والإعلان عبر الإنترنت، التي تستخدم فيسبوك وإنستجرام كوسيلة رئيسية لعرض وتسويق المنتجات والتواصل مع العملاء، وقال عمرو عادل خبير في مجال الدعاية، إنه فقد الكثير من الطلبات والمبيعات بسبب العطل، وإنه لم يتمكن من الرد على استفسارات العملاء أو تحديث حالة الإعلانات.

وأضاف أنه: "للأسف مع توقف الحساب الإعلاني يتم توقف كافة الأمور المتعلقة بالعمل، وغالبًا ما تحدث أخطاء في كافة الإعلانات الممولة التي كانت تعمل بالفعل، فبالتالي سيعود العمل بالزمن لمدة يومين على الأقل، وستتم إعادة الإعلانات بشكل كامل".

عمرو عادل

وأشار عادل، إلى أن هذه الأزمة ملموسة لدى الجميع، ولذلك، سيتواصل معه العملاء بشكل سريع للاطلاع على تطورات منتجاتهم، وهنا حاول استخدام وسائل بديلة مثل الواتساب أو التليجرام للتواصل مع العملاء، موجهًا سؤالًا مصيريًا: إذا تضررت منصات التواصل الاجتماعي بشكل كامل وتم اندثارها من حياتنا: هل نعود إلى عصر الـ"SMS"؟

واختتم حديثه مع "الدستور"، قائلًا: "أنا طبعًا في ضغط شديد إلى أن يتم حل المشكلة بشكل نهائي، وحتى إنه من الصعب التواصل مع شركة ميتا في ظل هذه المشكلة العصيبة".

عطل فيسبوك

طرق الحماية

من جانبه، كشف المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، عن أن هذا العطل الذي يضرب تطبيق فيسبوك عادة ما يأتي في هذا التوقيت سنويًا، وذلك بسبب بعض التحديثات التي تقوم شركة ميتا بتنفيذها، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق تمامًا بالاختراق الإلكتروني كما زعم أغلب رواد التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية.

وأوضح "الجمل"، أن المستخدمين اشتكوا من أن كل طرق إعادة تسجيل الدخول لم تفلح بعد أزمة عطل فيسبوك، رغم إدخال كلمة المرور بشكل صحيح، وذلك لا يخص حاساباتهم الشخصية في أي شىء، بل إنه عطل رسمي من الشركة المؤسسة، وقد تم إصلاحه في الساعة الماضية.

المهندس شاكر الجمل

ووجه "الجمل" نصيحته لمستخدمي تطبيق فيسبوك، بضرورة تغيير كلمة السر قبل التعامل بشكل طبيعي مع التطبيق بعد إصلاح العطل، موضحًا أن هذا العطل سينتج عنه بعض المشكلات في التحميل والتحديثات خلال الساعات القليلة القادمة.

رفاهية منسية

من جانب آخر، تأثرت حياة الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك وإنستجرام كوسيلة للترفيه والتواصل مع الأصدقاء والأقارب والمعجبين، وقالت نورهان علي، طالبة جامعية ومدونة، إنها شعرت بالملل والوحدة بعد أن فقدت إمكانية الدخول إلى حساباتها على المنصتين، وإنها لم تتمكن من مشاركة صورها أو آرائها أو تجاربها مع متابعيها، وأضافت أنها حاولت استخدام وسائل أخرى مثل تويتر أو سناب شات، لكنها لم تجد نفس الحماس أو التفاعل من قِبل المستخدمين.

وفي ظل هذه الأزمة، تساءل الكثيرون عن سبب حدوث هذا العطل، وما إذا كان متعمدًا أو عشوائيًا، وما هي الجهات المسئولة عنه، وما هي الإجراءات التي اتخذت لحله؟، وقد أصدرت شركة فيسبوك بيانًا رسميًا عبر منصة X، قائلة: "نحن ندرك أن الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى خدماتنا، ونحن نعمل على هذا الأمر الآن".

وفي الوقت نفسه، تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تويتر ويوتيوب العديد من النظريات والشائعات والتكهنات حول الأزمة، وبعضها كان ساخرًا ومضحكًا، وبعضها كان جديًا ومقلقًا، ومن بين هذه النظريات، أن العطل كان مقصودًا من قِبل فيسبوك لتجربة تأثيره على سلوك المستخدمين، أو أنه كان نتيجة لهجوم إلكتروني من قِبل دولة أو جماعة معادية، أو أنه كان علامة على نهاية عصر السوشيال ميديا وعودة إلى عصر الرسائل النصية القصيرة (SMS).

وفي ختام اليوم، تمكنت شركة فيسبوك من إصلاح العطل واستعادة الخدمة لجميع المستخدمين، وأعربت عن اعتذارها لرواد التواصل الاجتماعي.