رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفته إسرائيل بعد وفاته بـ"الحليف الأوفى".. مَن هو اللورد جاكوب روتشيلد؟

اللورد جاكوب روتشيلد
اللورد جاكوب روتشيلد ونتنياهو

توفي في العاصمة البريطانية لندن، أمس الإثنين، 26 فبراير 2024، اللورد جاكوب روتشيلد، الممول وسليل عائلة روتشيلد المصرفية، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد صراع مع المرض، وكان روتشيلد من أكبر الداعمين لإسرائيل في الحرب الأخيرة ضد غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023.

ولد جاكوب روتشيلد في 29 أبريل 1936، في لندن، وهو الابن الرابع والأصغر للورد فيكتور روتشيلد، الذي كان رئيسًا لبنك العائلة "إن إم روتشيلد وأولاده"، والذي عمل أيضًا كعالم حيوانات وجاسوس بريطاني، وتلقى جاكوب تعليمه في مدرسة إيتون الخاصة، وجامعة أكسفورد، حيث تخرج في التاريخ.

اللورد جاكوب روتشيلد

بدأ جاكوب مسيرته المهنية في عام 1963 في بنك العائلة، وسرعان ما أظهر موهبته في الاستثمار والتمويل، وشارك في تأسيس عدد من الشركات، بما في ذلك "مجموعة جاي روتشيلد للتأمين"، التي أصبحت الآن "سانت جيمس بليس"، مع السير مارك واينبرغ في عام 1980، وشغل عدة مناصب عليا، من بينها نائب رئيس مجلس إدارة قناة "بي سكاي بي" بين عامي 2003 و2008، وكان رئيسًا سابقًا لأمناء المعرض الوطني، بالإضافة إلى صندوق التراث الوطني التذكاري وصندوق يانصيب التراث.

ولم يكن جاكوب روتشيلد مهتمًا فقط بالأعمال المالية، بل كان أيضًا شغوفًا بالفن والثقافة والتاريخ، وكان يمتلك مجموعة فنية ضخمة، تضم لوحات ومنحوتات ومخطوطات وكتبًا نادرة، وكان يحتفظ في منزله بنسخة من "وعد بلفور"، الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى اللورد والتر روتشيلد، أحد أجداد جاكوب، في عام 1917، والتي أعلنت فيها الحكومة البريطانية عن دعمها إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

اللورد جاكوب روتشيلد ونتنياهو

وكان جاكوب روتشيلد داعمًا ومساندًا قويًا لإسرائيل، وركز على الدفاع عن مصالحها في المنطقة والعالم، وقال في مقابلة مع صحيفة "تايمز" الإسرائيلية في عام 2017: "عائلتنا أسست لإسرائيل، وكانت حاسمة"، وأضاف: "هذا الحدث الأكبر في حياة اليهود لآلاف السنين، إنها معجزة. استغرق الأمر 3000 سنة للوصول إلى كل هذا"، وتبرع جاكوب روتشيلد بمبالغ ضخمة لمؤسسات ومشاريع إسرائيلية، مثل متحف إسرائيل في القدس، ومركز الأبحاث الزراعية في النقب، ومعهد وايزمان للعلوم في رحوفوت.

وفي الحرب الأخيرة ضد غزة، أعرب جاكوب روتشيلد عن تضامنه مع إسرائيل، وانتقد الانتقادات الدولية للعملية العسكرية الإسرائيلية، وقال في بيان صحفي: "إسرائيل تواجه تهديدًا خطيرًا لأمنها ووجودها من قبل حركة حماس الإرهابية، التي تستخدم السكان المدنيين في غزة كدروع بشرية، إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الصواريخ والأنفاق، أناشد المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب إسرائيل في هذه الأوقات العصيبة، وأن يدعم جهودها لإحلال السلام والأمن في المنطقة".

وبعد وفاته، نعت إسرائيل جاكوب روتشيلد بكلمات مؤثرة، ووصفته بأنه "صديق عزيز وحليف أوفي"، و"رجل عظيم ونبيل"، و"منقذ ومؤسس للدولة اليهودية"، وفي الجانب الآخر من العالم، استقبلت الأوساط الفلسطينية والعربية والإسلامية نبأ وفاة جاكوب روتشيلد بمشاعر الفرح والغضب واللامبالاة، حيث كان يعتبر من أكبر العقبات أمام تحقيق السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي كان يقف وراء كل المآسي والمجازر التي تعرض لها الفلسطينيون على مدى عقود، فقد كان يمول ويسلح ويحمي الكيان الصهيوني.

اللورد جاكوب روتشيلد