رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى رحيل محمد عوض.. ضحكة لا تنطفئ (بروفايل)

محمد عوض مع الرئيس
محمد عوض مع الرئيس الفلسطيني عرفات

في مثل هذا اليوم من عام ١٩٩٧، رحل عن عالمنا الفنان القدير محمد عوض، الذي أضحك الجمهور بخفة دمه وروحه المرحة في جميع الأعمال الفنية التي قدمها، سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون.

ولد محمد عوض في حي العباسية بالقاهرة في ١٢ يونيو عام ١٩٣٢، ونشأ في أسرة بسيطة من محافظة الشرقية، وبعد وفاة والديه، تحمل مسئولية أخواته البنات، وهو ما زال في مراحل التعليم، وكان من هواياته الكشافة ولعب كرة القدم والرحلات، وحلمه أن يلتحق بالكلية البحرية، ولكنه التحق بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم فلسفة وتخرج منها عام ١٩٥٧، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام ١٩٦٢.

محمد عوض

بدايته الفنية

كانت بدايته الفنية في مسرح الجامعة، حيث شارك في فرقة تمثيل تبناها الكاتب الكبير أنيس منصور، وأشرف على الإخراج الفنان سراج منير، وقدم العديد من أدوار الفنان نجيب الريحاني، وانضم لفرقته، وهو ما زال طالبًا، براتب سبعة جنيهات شهريًا، وكان يؤدي أدوار الفنان عادل خيري، بطل الفرقة، عندما كان يمرض.

ومع تكوين فرق التليفزيون المسرحية في الستينيات، أشركه الفنان عبدالمنعم مدبولي في بطولة مسرحية "جلفدان هانم" للكاتب علي أحمد باكثير، وقام بدور "عاطف الأشموني" ونجحت نجاحًا كبيرًا، ومع إذاعتها بالتليفزيون، أصبح وجهًا مألوفًا، واكتسب شهرة واسعة، وأعقبها بمسرحيات ناجحة مثل "أصل وصورة" و"مطرب العواطف" و"العبيط" و"نمرة ٢ يكسب" والأخيرة كانت إبداعًا فنيًا وجهدًا كبيرًا، حيث قام بأداء أربع شخصيات في المسرحية، وحققت إيرادات غير مسبوقة. وبلغت مسرحياته ٨٠ مسرحية.

محمد عوض

أعماله السينمائية والتليفزيونية

شارك عوض في السينما بالعديد من الأفلام التي حققت نجاحًا واسعًا، ومن أبرزها: "أخواته البنات" و"شلة المحتلين" و"الشياطين في إجازة" و"غرام في الطريق الزراعي" و"احترسي من الرجال يا ماما" و"صائد النساء" و"عريس الهنا" و"الولد الغبي" وغيرها، وعمل مع كبار النجوم، خصوصًا النجمة سعاد حسني التي شاركها في العديد من الأفلام. وكون شركة إنتاج وقدم العديد من الأفلام من إنتاجه.

شارك عوض أيضًا في مسلسلات إذاعية وتليفزيونية واشتهر بدور "شرارة" في مسلسل "برج الحظ" عام ١٩٧٨، ومن أبرز مسلسلاته: "الطاووس" و"أيام الغياب" و"ناس ولاد ناس" و"صور ملونة" و"البراري والحامول" و"شيء من الحنان" وغيرها.

محمد عوض

رحيله وتأثيره

توفي محمد عوض بالقاهرة في يوم ٢٧ فبراير من عام ١٩٩٧ متأثرًا بمرض السرطان، وترك خلفه إرثًا فنيًا ثريًا ومتنوعًا، وذكريات جميلة للجمهور الذي أحبه واحترمه، ويعتبر عوض من رواد الكوميديا في مصر والعالم العربي، ومن أهم ممثلي الشخصية الشعبية المصرية، ومن أبرز الفنانين الذين أسهموا في تطوير المسرح والسينما والتليفزيون، وأثر عوض في الأجيال اللاحقة من الفنانين، الذين تعلموا منه الفن والأخلاق والمهنية.

ويعتبر عوض من النجوم الذين لا ينطفئ نورهم، ولا ينساهم التاريخ، ولا يمل منهم الجمهور، فهو نجم يتألق في كل زمان ومكان، ويضيء في كل قلب وعقل، فهو نجم الكوميديا والفلسفة، والفن والإنسانية، والبساطة والعبقرية، فهو محمد عوض.. ضحكة لا تنطفئ.

محمد عوض