رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلادها.. محطات فى حياة "نادرة أمين" التى أسرت القلوب بعذوبة صوتها

نادرة أمين
نادرة أمين

يحل اليوم 17 يوليو ذكرى ميلاد الفنانة نادرة أمين، التى عاصرت كوكبة من رواد الغناء والتمثيل وغنت قصائد لخليل مطران والعقاد وابن الفارض، وعزفت نادرة بأناملها على أوتار العود فأطربت الآذان وصنعت ألحانا خلدت بها اسمها في عالم الغناء والطرب، أسرت القلوب بعذوبة صوتها.

محطات في حياة الفنانة نادرة أمين:

ولدت نادرة أمين مصطفى، في 17 يوليو 1906 في حى عابدين لأب مصرى من رشيد بالبحيرة، فيما كانت أمها لبنانية الأصل، ولذلك اعتقد كثيرون أنها شامية، وحين توفيت أمها كان عمر نادرة سنتين، سافر والدها لأمريكا وتزوج واستقر فتولت عمتها وجدتها لأبيها رعايتها.

نادرة إبراهيم

بدأت علاقة نادرة بالغناء حين كانت في الابتدائية فكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقة كانت قريبة من منزلها، وتغنى لرفيقاتها وعندما كانت تعود متأخرة كان عمها يضربها، وهو ما دفعهم لأن يزوجوها وهي في سن الثالثة عشرة، بعد ستة أشهر من الزواج هربت فطلقها زوجها.

كان الفن هو شغلها الشاغل وظلت تمارس الغناء في حفلات أسرية ضيقة حتى التقت عازف الكمان المعروف "سامى الشوا" في إحدى هذه الحفلات وشجعها على احتراف الغناء.

درست نادرة، العزف على العود على يد "يوسف عمران" وعلمها غناء الموشحات، ووقف سامى الشوا بجانبها حتى غنت في حفلة عامة على مسرح رمسيس في أوائل الثلاثينيات.

عام 1932 قامت نادرة، ببطولة فيلم "أنشودة الفؤاد" أمام جورج أبيض، ومن أشهر أغانيها غنائياتها الدينية بالإذاعة دعاء "يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا" وهى من تلحينها. كما ساهمت في الأغانى الوطنية.

أجادت نادرة العزف والغناء، ففتح لها كازينو بديعة مصابني أبوابه أمامها، فتألقت على مسرحه بالعزف والغناء.

تلألأت نادرة في ظهورها كالنجمة الساطعة التي جذبت الأنظار إليها وحدقت الأعين بها وطربت الآذان بصوتها، حتى تألقت في عالم الغناء.

 

اتجهت نادرة للتمثيل، فلعبت دور البطولة فى الفيلم الغنائي الأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية، "أنشودة الفؤاد"، ومن أهم أغاني الفيلم تلك التي كتبها شاعر القطرين خليل مطران ولحنها زكريا أحمد "يا بحر النيل يا غالي"، وقصيدة "أمسعدي أنت في مرادي"، و"يا أيها البلبل الحنون".

بعد نجاحها رغب ومحمد عبدالوهاب فى أن تشاركه نادرة بطولة فيلمه "الوردة البيضا"، لكنها رغبتها في تولي رياض السنباطى تلحين أغانيها فى الفيلم، كان سببا في الخلاف بينها وبين عبدالوهاب لينتهي الاتفاق بينهما قبل أن يبرم.

توهجت نادرة في عالم الغناء، حتى غارت منها أم كلثوم، وتنافست معها بعد شعبيتها المتزايدة يوما بعد يوم، وتفردت بمكانة خاصة، فغنت للجيش المصري أيام حرب فلسطين، فأبدعت في غناء "يا مصرى قوم احمِ الوطن"، وكانت أول مطربة تغني للجيش المصري، فذاع صيتها أكثر، حتى لحن لها عمالقة مثل رياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد عبدالوهاب.

تعود أصول كلمات أغاني "لما بدا يتسنى.. ما احتيالى يا رفاقى.. بين الزهور والمية"، إلى المطربة نادرة أمين، التي غنتها بكلمات عباس العقاد، لتمر عقود وتبقى تلك الأغنية حاضرة في الأذهان.

لم تتوقف نادرة عند ذلك النجاح فحسب، فاتجهت للتنويع وأنشدت دعاءً دينيا للإذاعة المصرية، وكان لها العديد من الأغنيات مثل: “أنشودة القطن، غني معايا يا موج النيل، بين الزهور والمية، خدود الورد والياسمين، فضفض الماء يا قمر، بإيدى أنا جرحت الفؤاد، بكاك يا ليل يشجينى، أعطنى العود اغنى، لما بدا يتثنى”.

كان للفنانة نادرة ثلاثة أعمال فنية هي: “أنشودة الراديو عام 1936، وشبح الماضى عام 1934، وأنشودة الفؤاد عام 1932”.

نادرة أمين.. أقدم مطربة غنت للجيش المصرى - عين

ظلت نادرة أمين في توهجها حتى قررت الاعتزال في منتصف ستينات القرن الماضي، لتعيش أواخر أيامها حبيسة الجدران، لا ينقذها سوى معاش قرر الراحل جمال عبد الناصر صرفه لها، حتى رحلت عن عالمنا عام 1990 عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد حياة أثرت بها عالم الطرب والغناء.