رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. الشيخ سيد النقشبندى "كروان الإنشاد الدينى" (بروفايل)

الشيخ سيد النقشبندي
الشيخ سيد النقشبندي

تحل اليوم الذكرى الثامنة والأربعون لرحيل الشيخ سيد محمد النقشبندي، الذي وافته المنية في 14 فبراير 1976م، والذي اشتهر بصوته العذب وأدائه المتميز للابتهالات والتواشيح الدينية، والذي أبهر العالم الإسلامي بموهبته الفذة ومدرسته الخاصة في الإنشاد.

ولد الشيخ سيد النقشبندي في 7 يناير 1920م في قرية دميرة بمحافظة الدقهلية في مصر، ونشأ في أسرة علمية وصوفية، فجده هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من بخارى إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. 

حفظ الشيخ سيد القرآن الكريم في سن الثامنة على يد الشيخ أحمد خليل، وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض وغيرهما من الشعراء الصوفيين.

الشيخ سيد النقشبندي

مسيرة مشرفة

بدأ الشيخ سيد مسيرته الفنية في سن الثامنة عشرة، حيث انضم إلى فرقة الشيخ عبدالحميد القدسي، وسافر معها إلى السودان والحجاز والعراق وسوريا ولبنان، وأدى الابتهالات في مختلف المناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية، ففي عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاع صيته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر إلى حلب وحماة ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الإفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.

اشتهر الشيخ سيد النقشبندي بتعاونه مع الملحن الكبير بليغ حمدي، الذي ألف له العديد من الابتهالات الشهيرة مثل "أنت أنت الحمى وأنت الأمان" و"الله الله يا بحر الوداد" و"الله يا مولانا" و"الله يا رحمن" و"الله يا غفار" وغيرها، وكانت هذه الابتهالات تحظى بشعبية كبيرة في شهر رمضان المبارك، وتعتبر من روائع الإنشاد الديني في التاريخ، كما سجل الشيخ سيد النقشبندي العديد من الأدعية الدينية لبرامج إذاعية وتليفزيونية مثل "في رحاب الله" و"دعاء" و"في نور الأسماء الحسنى" و"الباحث عن الحقيقة"، بالإضافة إلى مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وأحمد صدقي وحلمي أمين.

الشيخ سيد النقشبندي

صوت شجي

يتمتع الشيخ سيد النقشبندي بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات، ويمتلك قدرة فائقة على التحكم في النغمات والمقامات الموسيقية، ويعبر عن مشاعر الخشوع والتوجه إلى الله بأسلوب راقٍ ومؤثر، وقد وصفه الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان بقوله "إنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد"، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات.

توفي الشيخ سيد النقشبندي في 14 فبراير 1976م إثر نوبة قلبية مفاجئة، وشيع جثمانه في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من محبيه ومعجبيه، ودفن في مقبرة العائلة في طنطا، ولا يزال صوته الشجي يرن في آذان المسلمين في كل رمضان، وينشر في قلوبهم السكينة والرحمة والتقرب إلى الله.