في 14 فبراير من كل عام، يحتفل العشاق بعيد الحب، وهو يوم يعبرون فيه عن مشاعرهم ومودتهم لبعضهم البعض بالهدايا والورود والرسائل الرومانسية، لكن في عصر الذكاء الاصطناعي، هل يمكن لهذه التقنية الحديثة أن تساعد الناس على العثور على شريك الحياة المناسب؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع الترفيه والإبداع في عيد الحب؟
تطبيقات التعارف والذكاء الاصطناعي
منذ ظهور تطبيقات التعارف على الإنترنت، أصبح البحث عن الحب أسهل وأسرع، حيث يمكن للمستخدمين التصفح بين مئات الملفات الشخصية والتواصل مع الأشخاص الذين يشاركونهم الاهتمامات والتفضيلات، ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبحت تطبيقات التعارف أكثر ذكاءً وفعالية، حيث تستخدم خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات والسلوكيات والمشاعر لتقديم توافق أفضل وتجارب أكثر شخصية.
وفقًا لدراسة أجرتها شركة McAfee، وهي منصة للأمن السيبراني، واجه أكثر من 90% ملفات تعريف مزيفة على تطبيقات المواعدة والتعارف، كما بحثت دراسة أخرى للشركة أيضًا في كيفية تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) على التعارف عبر الإنترنت والتى تؤدي إلى المزيد من عمليات الاحتيال.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن العديد من الذين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي بأنفسهم عند المواعدة عبر الإنترنت، قال حوالي 65% إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور أو محتوى آخر لملفات تعريف المواعدة الخاصة بهم، بالإضافة إلى ذلك، يفكر أكثر من النصف في استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة رسائل لمصالحهم العاطفية في عيد الحب، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بمزيد من الثقة.
الذكاء الاصطناعي وصناعة الترفيه
ليس فقط في مجال التعارف، بل في مجال الفن والترفيه أيضًا، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في إنشاء محتوى جديد ومبتكر، فمن خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن إنشاء أغانٍ وقصائد وقصص وأفلام ورسومات وغيرها من الأعمال الفنية بناءً على الأوصاف والطلبات النصية.
في عيد الحب السابق، قدمت فرقة البيتلز البريطانية، أغنية جديدة بعنوان Now and Then، كان قد سجّلها جون لينون (1940 - 1980)، حيث جرت الاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعي، لتجمع تلك الأغنية أعضاء الفرقة مُجددًا، بعد أكثر من 53 عامًا على انفصالهم.
وفي مجال السينما، حذر نجوم أمريكيون، في تصريحاتهم إلى تخوفهم من استخدام التقنية في تقديم صورهم في أعمال لا يشاركون فيها بالفعل، وهو الأمر الذي أشارت إليه نقابة "SAG-AFTRA" مؤخرًا، وقالت إنّ: "قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد هذه التعبيرات الإبداعية، أثبتت بالفعل أنها تشكل تهديدًا حقيقيًا ووشيكًا لعمل أعضائنا".
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الحب الحقيقي؟
رغم كل المزايا والفوائد التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في عيد الحب، إلا أنه لا يمكنه أن يحل محل الحب الحقيقي والعاطفة الإنسانية، فالذكاء الاصطناعي مهما كان متطورًا وذكيًا، فهو لا يمتلك المشاعر والمشاركة والتفاهم والتضحية والولاء وغيرها من الصفات التي تميز الحب الحقيقي، ولهذا السبب، يجب على الناس أن يستخدموا الذكاء الاصطناعي كأداة لتسهيل حياتهم وتحسين تجاربهم، وليس كبديل عن الحب الحقيقي.
