قالت هدى شامل أباظة، أستاذ الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس وحفيدة النقراشي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، إنه كان هناك خلاف بين جدها والنحاس باشا وصل لدرجة خصومة سياسية، على الرغم من أن النحاس هو من دافع عنه في المرة الثالثة التي حبس فيها وحكم عليه بالإعدام و"ظل جدي يشعر تجاهه بامتنان شديد، ولكن الحياة السياسية كانت قد فرقت بينهما، وذات مرة همت أمي بالسخرية والتندر على النحاس باشا أمامه فأشار لها بأن هذا التصرف غير مقبول".
وأضافت حفيدة النقراشي باشا، خلال حوارها مع الإعلامية إيمان أبوطالب في برنامجها بالخط العريض على شاشة الحياة، أن الخلاف بين النقراشي والنحاس كان قد بدأ يظهر في الحياة السياسية في العلن بعد وفاة سعد زغلول وانضمام مكرم عبيد إلى الوفد، وبدأ يحدث تقارب كبير بين مكرم عبيد ومصطفي النحاس على حساب الأعضاء القدامي منهم أحمد ماهر والنقراشي.
وتابعت: "فكان النحاس منفردًا برأيه متجهًا لفكرة الزعامة المقدسة ولكن نقطة الخلاف التي فجرت الخصومة كانت نقطة عامة ألا وهي تعلية سد أسوان، حيث دار نقاش كبير حول هذه الفكرة لتوليد الكهرباء وإنتاج الأسمدة، وكانت هناك مناقصة بين عدة شركات للقيام بهذه المهمة، وكان قرار النحاس مدعومًا بمكرم عبيد أن تقوم بها شركة إنجليزية، وهو بالطبع ما رفضه النقراشي وماهر ومحمود غالب الذي كان قطبًا آخر من أقطاب الوفد وقتها، والذي انشق فيما بعد، فكانوا يرغبون في طرح أمر هذه التعلية في مناقصة عامة حتى لا تثير شكوك المواطنين ضد الحزب".
وأوضحت سببًا آخر للخلاف بينهما، قائلة: "معظم الزعماء الوطنيين في مصر كانوا متمسكين بدستور 1923 وعلى رأسهم النقراشي باشا واعترضوا جميعهم على دستور 1930 الذي ألغي دستور 1923، كما كان مشاركًا في الوفد الذي وقع على معاهدة الجلاء 1936 مع النحاس باشا، ولكنه كان يختلف معه في أن المعاهدة ما هي إلا خطوة نحو الاستقلال، ولكنها ليست كل شىء، ولكن ظل النحاس يردد أنها معاهدة الشرف والاستقلال حتى عام 1951، فعندما تولي النقراشي رئاسة الوزراء عقب اغتيال أحمد ماهر رفع مذكرة لإنهاء معاهدة 1936، لأنها كانت لا تصلح لأوضاع مصر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ودخول مصر للأمم المتحدة، فأصبحت على قدم المساواة ببريطانيا، وقال إن المعاهدة استنفدت وقتها وآن الأوان لفتح صفحة جديدة".
