رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أين التجديد؟».. عالم أزهري يهاجم سعدالدين الهلالي بعد فتوى «خدمة الزوجة»

ستوديو

علق الشيخ أحمد تركي، الداعية والعالم الأزهري، على تصريحات الدكتور سعدالدين الهلالي، بشأن أن خدمة الزوجة لزوجها في المنزل ليست واجبة عليها، وكذلك حضانة الأولاد، لكنها تقوم بها طوعًا وليس حقًا مكتسبًا.

وكتب تركي منشورًا له عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، توجه بالحديث خلاله إلى الهلالي: "الفاضل الدكتور سعدالدين الهلالى.. هل ما تفضلت بذكره صيغة حكم قضائى أم فتوى؟ شكلًا: كلمات فضيلتك بهذه القوة دون أدلة تصل إلى حد الكفاية، كأنها حكم قضائى صادر من القاضى وليس من فقيه! وهذا مردود لأن حضرتك لست قاضيًا".

وأضاف تركي: "أما مضمونًا فإليك الآتى: 1- عقد الزواج يا مولانا ليس عقد منفعة كبقية العقود وقد تفضلت فضيلتك بذكر هذا مسبقًا، إنما هو ميثاق غليظ قائم على القنوت، قال تعالى: "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" 34 النساء، والقنوت هو الإيثار والبذل عن حب، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مهنة أهله (عن حب) يخيط ثوبه ويصلح نعله ويهتم بشئون زوجته (عن حب) وكأنه خادمها".

وتابع: "وكانت السيدة خديجة وهى من أثرياء مكة وعندها من الخدم الكثير تأتى بالطعام إلى زوجها وحبيبها وهو معتكف فى غار حراء وتصعد به جبل النور بكل حب وإيثار.. وكانت السيدة فاطمة الزهراء تقوم بأعمال المنزل في بيت زوجها سيدنا علىّ رضي الله عنه وحينما شق عليها أعمال المنزل وطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعينها بخادمة، لم يقل لها أنت غير ملزمة بأعمال البيت كما تفضلت يا د. هلالى.. إنما أرشدها إلى بعض الأذكار والدعوات التى تعينها معنويًا على جهدها المبذول فى خدمة زوجها وولديها سيدنا الحسن وسيدنا الحسين (رضى الله عنهما)".

وأوضح تركي أن هناك الكثير والكثير من الأدلة التى تؤيد ما ذكرت، ومنها قوله تعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، متابعًا: "إذا انتقل الزوجان إلى مرحلة الخلافات أمرهما الله تعالى بالمعروف.. وحدد الحقوق المالية والزوجية وترك مساحة كبيرة للمعروف والتضحية وفق ظروف كل أسرة وكل عصر وكل واقع يعيشه الزوجان والتى من أبرزه عمل المنزل وتدبيره وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا﴾ [النساء ١٩].. والمعروف يقتضى بذل التضحية للحفاظ على المنزل".

وأكمل: "ما تفضلت به يا دكتور هلالى مخالف تمامًا لمنهجك الذى ندعو إليه وهو أن الفتوى خاصة وليست عامة وأنه لا يجوز لأى فقيه إلزام الناس بفتوى، فلم ترد من النساء الالتزام بفتوى فضيلتك التى قيلت على لسان بعض الفقهاء منذ أكثر من ألف عام وكانوا بالطبع يعيشون ظروفًا وواقعًا مغايرًا عن الواقع المصرى الآن، وهل كلام فضيلتك دعوة إلى الفقه القديم بكل تفاصيله؟ وإذا كان هذا مقصدك؟ فأين التجديد؟ وخاصة أن مثل هذه الآراء يتم ترديدها الآن على السوشيال ميديا فى إطار التحريض بين الزوجين والمكايدات الفكرية بين توجهات مختلفة، وهذا ليس فى صالح السلم الاجتماعى والأسرة المصرية".

واختتم منشوره قائلًا: "علينا جميعًا ترك الأسر المستقرة فى استقرارها بعيدًا عن الاستفزازات والمكابدات بالدين وعلينا كنخبة بذل المزيد من الجهد بخطاب تحفيزك نحو الاستقرار الأسر ى ورفع كل صور الأذى النفسى عن المرأة والرجل وعدم عرض القضايا الأسرية بنموذج الندية والخصومة بين الزوجين.. هذه كلمات خالصة من القلب لفضيلتك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه وخالص التقدير".