رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واعظة بالأوقاف: الإفتاء دون علم إيذاء حذر منه النبى

الدكتورة فاطمة عنتر
الدكتورة فاطمة عنتر

أوضحت الدكتورة فاطمة عنتر، الواعظة بوزارة الأوقاف، الحديث الذي قاله سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، وعلمه لنا جميعًا هو: "خير الناس أنفعهم للناس"، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يميلون إلى تفسير "الأنفع" بأنه يعني من ينفق أكثر أو يجني المال، لكنهم يتجاهلون أن النفع يمكن أن يتحقق من خلال الكلمة الطيبة أو حتى بالمنع.

وأضافت خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، أن النبي، عليه الصلاة والسلام، ذكر في حديثه أن النفع قد يكون بالعطاء أو بالمنع، مشيرة إلى حديث سيدنا أبى ذر، الذي جاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وسأله عن أي الأعمال أفضل، فقال النبي: "إيمان بالله وجهاد في سبيله"، وعندما سأل أبوذر عن أي الرقاب أثمن، أجابه النبي، صلى الله عليه وسلم: "أغلاها وأثمنها عند صاحبها".

واستكملت: الأعمال المفضلة لا تقتصر على المال، بل تشمل المهارات والحرف، وأنه إذا لم يكن لدى الشخص القدرة المالية، فيمكنه مساعدة "الأخرق" الذي لا يحسن التدبير، سواء كان ذلك عبر تقديم الدعم لشخص ماهر أو لشخص يحتاج إلى تطوير مهاراته، والنبي، عليه الصلاة والسلام، قال لأبي ذر: "وإن كففت شَرَّك عن الناس، فإنما هي صدقة منك على نفسك"، وبأن النفع يمكن أن يتحقق بالعطاء أو بالمنع، وأن العمل الخيري ليس دائمًا متعلقًا بالمادة".

كما ذكرت أن كلمة "تكف شرك" تحمل معاني متعددة، حيث تعني أن الفرد يمكنه أن ينفع الناس من خلال كف الأذى عنهم، مشيرة إلى أن الشر قد يتجلى في الكلمات السيئة أو الإيذاء النفسي، ويجب على الجميع أن يكونوا حذرين من هذا، خاصة في الحالات المتعلقة بالفتاوى المضللة.

وأوضحت أن النبي، صلى الله عليه وسلم، علمنا من خلال حديث عن الصحابي الذي أصيب واحتاج إلى الغسل بعد الاحتلام، وعندما استفتى الصحابة، لم يجدوا له مخرجًا، مما أدى إلى موته، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "قتلوه، قاتلهم الله"، مما يبرز أهمية توخي الدقة في الفتوى.