رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شافية أحمد.. مطربة الزهور وصاحبة "الجوز الخيل والعربية"

شافية أحمد
شافية أحمد

شافية أحمد هي إحدى بنات حي "خوش قدم" الذي يعرف بـ"حوش آدم"، ونشأت بمنطقة بولاق أبوالعلا، والدها هو الشيخ أحمد محمد عبدالقادر الصائغ كان مقرئًا معروفًا وقد نزح عن موطنه الآخر في السودان إلى الزقازيق، نشأ على حفظ القرآن الكريم وتجويده، وامتلك الشيخ صوتًا حلو الترتيل، منغم التلاوة. ومع الوقت ضاقت الزقازيق على شهرته فتركها إلى القاهرة ليستقر بها.

ولدت شافية أحمد، في حي "حوش آدم" ونشأت بمنطقة بولاق أبوالعلا في يوم 8 أبريل سنة 1923 كفيفة البصر، والتحقت الفتاة بكتاب الشيخ محمد الأنتيكة في الحي ذاته، ونشأت على حفظ القرآن الكريم وبدأ الشيخ في اصطحابها إلى حلقات الأزهر الشريف لتستمع إلى تفسير الآيات والتلاوات المختلفة.

تعلمت الغناء والعزف على العود وأصبحت مطربة معروفة شهيرة، واشتهرت بلقب مطربة الزهور، إلا أنه من المؤكد أن صوتها معروف لدى الكثيرين، فهي مطربة الصورة الغنائية الإذاعية الشهيرة "نزهة" الشهيرة باسم "الجوز الخيل والعربية"، وشاركها في غنائها كل من المطرب كارم محمود والملحن سيد مصطفى، وتم تقديمها تليفزيونيا قديما من خلال الرسوم المتحركة.

شاركت شافية أحمد بالغناء في أوبريت "الليلة الكبيرة" الذي كتبه صلاح جاهين وقام بتلحينه سيد مكاوي، فهي المطربة التي قامت بغناء مقطع "يا أم المطَّاهر رشي الملح سبع مرات.. في مقامه الطاهر خشي وقيدي سبع شمعات.. يا عريس يا صغير.. علقة تفوت ولا حد يموت.. لابس ومغير.. وح تشرب مرقة كتكوت"، مع العلم بأن لفظ الكتكوت كان يطلق على الديك الصغير.

كما تعد شافية أحمد واحدة من أكبر وأشهر نجمات الغناء في الإذاعة المصرية قديما، وتتلمذت على يد كل من الموسيقار محمد القصبجي والموسيقار إبراهيم شفيق الذي ألحقها بمعهده الموسيقي الخاص، وكان من زملائها من نفس دفعتها بالمعهد في ذلك الوقت كل من محمد قنديل وفايد محمد فايد وأنور منسى وأحمد الحفناوي، وكتب لها أغنياتها عدد كبير من كبار الشعراء الغنائيين، مثل بيرم التونسي وعبدالفتاح مصطفى وزكريا الحجاوي ونبيل الفاكهاني وعبدالعزيز سلام ومحمد علي أحمد، كما قام بالتلحين لها عدد من كبار الملحنين، مثل محمود كامل وسيد مكاوي وأحمد صدقي وعزت الجاهلي وعلي فراج ومحمد الكحلاوي.

ولشافية أحمد تسجيل شهير بصوتها لأغنية الموسيقار سيد درويش الخالدة "طلعت يا محلا نورها"، كما شاركت في عدد كبير من الأوبريتات والصور الغنائية الإذاعية ومنها "قطر الندى" و"السوق" و"المنبه" و"عرايس البحر" و"الحج جمعة" و"راوية"، كما شاركت شافية أحمد بالغناء فيما يقرب من 35 فيلما سينمائيا بصوتها فقط على طريقة الدوبلاج، منها "سمراء سيناء" و"السيد البدوي" و"الفارس الأسود" و"راوية" و"عنتر وعبلة" و"رابحة" و"سيجارة وكاس" و"سفير جهنم" وأرض الأبطال" و"غرام بثينة" و"أسير العيون" و"صاحبة العمارة" و"البني آدم" و"من الجاني" وأبوحلموس" وأحبك أنت".

في آخر أيامها، أصيبت شافية أحمد بمرض في حنجرتها في أواخر حياتها ما جعلها تبتعد عن الغناء ولزمت بيتها واكتفت بممارسة العزف على العود وشغل التريكو الذي كانت تجيده حتى توفيت ورحلت عن الدنيا في يوم 9 أغسطس سنة 1983.