رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الضاحك الباكى».. رحلة نجيب الريحانى من موظف عام إلى رائد المسرح

ستوديو

لُقب الفنان الراحل نجيب الريحاني، بالفكاهي المصري أو الضاحك الباكي، حيث يعد واحدًا من أحد أبرز رواد المسرح والسينما في الوطن العربي ومصر، ومن أشهر من قدموا الكوميديا في تاريخ الفنون المرئية العربية.

 

ولد نجيب الريحاني في حي باب الشعرية، لأب عراقي كان يعمل بتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج امرأة مصرية قبطية أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.

 

تلقَى الريحاني تعليمه في مدرسة فرنسة بالقاهرة، وفيها ظهرت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضم إلى فريق التمثيل المدرسي، واشتهر بين مُعلميه بقدرته على إلقاء الشعر العربي، حيث كان من أشد المعجبين بالمتنبي وأبوالعلاء المعري، كما أحب الأعمال الأدبية والمسرحية الفرنسية.

عن حياته

بدأ الريحاني حياته المهنية، كموظف في شركة لإنتاج السكر في صعيد مصر، وعاش لفترة مُتنقلًا بين القاهرة والصعيد، وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين الميلادي أسس مع صديقه بديع خيري فرقة مسرحية عملت على نقل الكثير من المسرحيات الكوميدية الفرنسية إلى اللغة العربية، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلام سينمائية مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.

 

نجح الريحاني في ترك بصمةً كبيرةً على المسرح العربي والسينما العربيَّة، ويرجع إليه الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة في البلاد بعد أن كان قبل ذلك شديد التقليد للمسارح الأوروبية.

سر رفضه شراء سيارة

وأجاب نجيب الريحانى في مذكراته التي كتبها بنفسه، على تساؤل مهم حول سر عدم اقتنائه سيارة في حياته، وكانت الإجابة المدهشة هي "عرافة" وذلك عام 1913، حين كان يعمل موظفًا بسيطًا يتقاضى أجرًا لا يتعدى 14 جنيهًا شهريًا.

 

ويقول الريحاني: "السبب أن هذه العرافة تنبأت بأن هناك تصادمًا سيحدث لسيارة أكون فيها، ومع أنها ذكرت لى "أن ربنا هيجيب العواقب سليمة"- كما ذكر-، إلا أنني خشيت من ذلك اليوم، فامتنعت بتاتًا عن اقتناء سيارة لنفسي، كما أنني كلما دعيت لركوب إحدى سيارات الغير، أو حتى سيارة تاكسى أتوسل إلى السائق بكل عزيز لديه أن يرحم شباب العبد لله، وأن يسير على أقل من مهله لأني مش مستعجل أبدًا".

 

وتابع الريحانى كما ذكر فى مذكراته: "ومش مستجعل هذه.. أقولها دائما كلما ركبت سيارة، حتى ولو كان باقي على القطار الذى سأسافر فيه دقيقة واحدة"، وكشف الريحاني سرًا آخر وهو أنه كان يفضل دائمًا ركوب عربات الخيل، قائلًا: "إنني أفضل دائمًا ركوب عربات الخيل، لا رفقا بالعربجية بل حرصًا على حياتى الغالية، والحنطور فوقك يا أتومبيل".