رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الشمعة والإهمال».. قصة يوم بكى فيه المصريون على رحيل 50 مبدعًا مسرحيًا

ستوديو

“شمعة” كانت السبب في وفاة 50 مبدعا بين مؤلف ومخرج وناقد وممثل، بدأت الليلة عندما قرر مخرج عرض "من أنا" المأخوذ من نص حديقة الحيوان، الذى كان يشارك بمسابقة نوادى المسرح التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة والتى كانت تقام على مسرح قصر ثقافة بنى سويف، تقديم عرضه بقاعة الفن التشكيلى بدلا من تقديمه على خشبة المسرح، وقام بتحويل شكل المسرح لمغارة أو كهف ورشه بمواد قابلة للاشتغال.

الحريق يلتهم الديكور والحاضرين

وتسببت الشمعة التي سقطت من خلفية ديكور العرض، في إحداث حريق في القاعة بأكملها و3 انفجارات متتالية، وحدثت محاولات سريعة وقت الحادث لإخماد الحريق، لكن ألسنة اللهب التي ارتفعت وأحرقت الستائر والسجاد والديكور المكون من الخيش والورق صعّبت السيطرة عليها، وساعدها في ذلك استخدام مواد سريعة الاشتعال في تجهيزات المكان، فسقط السقف المكون من “الفوم” ليتحول إلى نيران سائلة تتساقط فوق رؤوس الجمهور والممثلين، واشتعلت الحوائط الخشبية لتحتضن النيران المتواجدين من جميع الجهات.


"لن ننساكم" هو الشعار الذى أطلقه المسرحيون فى يوم المسرح المصرى، وإيمانًا منا بهذا الشعار ننشر أسماء شهداء بنى سويف كى لا ننساهم ويظلوا محفورين فى ذاكرتنا.

أسماء شهداء حريق بني سويف

هم "إبراهيم الدسوقى، أحمد عبد الحميد،  أحمد السيد أبو القاسم، أحمد محمد جودة، أحمد عزت عبد اللطيف، أحمد محمد فيومى، أحمد عرفة محمد، أحمد على سليمان، أسماء محمد السيد، أشرف جابر سعيد، أشرف محمد عبد ربه، السيد رجب سعيد، أميرة حسين محمد، أيمن محمد الجندى، بهائى الميرغنى، حازم شحاتة، حسن عبده حسن، حسن محمد أبو النصر،  حسنى محمدى أبو جويلة، خالد طه محمود، رائد محمد أبو المجد، ربيع محمد رمضان، رشا محمد ربيع، سامية جمال، سيد معوض عثمان، شادى منير الوسيمى، صالح سعد، صلاح حامد مهدلى، عبد الله محمد عبد الرازق، مازن محمد قرنى، محسن السيد كامل، محسن مصيلحى، مدحت أبو بكر، محمد أحمد إبراهيم على، محمد أحمد حسن، محمد أشرف حسنى، محمد السيد أيوب، محمد رجب جاب الله، محمد شوقى الغريب، محمد صلاح حامد مهدلى، محمد علاء الدين المصرى، محمد على منصور، محمد مصطفى حافظ، محمد يحيى صلاح، مؤمن عبده، نزار محمود سمك،  نصر حسن جودة ( يعمل بمطافئ بنى سويف)، هناء أحمد عطوة، ياسمين محمود نبيل صالح، ياسر ياسين.

 

تقرير لجنة تقصي الحقائق

ووفقًا لتقرير لجنة تقصي الحقائق، التي تشكلت بعد الحادث، فإن عربات الحماية المدنية التي تبعد عن موقع الحريق مسافة 5 دقائق جاءت بعد مرور 50 دقيقة، وبعد وصولها حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإطفاء الحريق، لكنهم لم يجدوا مياهًا يضخونها، وبعض سيارات الإسعاف ظلت رابضة أمام المستشفى بلا حراك، فيما رفض موظفو المستشفى استقبال الضحايا إلا بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، ما كلفهم نصف ساعة آخر.

على إثر الحادث، تقدم فاروق حسنى، وزير الثقافة، حينها باستقالته من المنصب، إلا أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رفض الاستقالة، فيما وقّع أكثر من 200‏ من الفنانين والأدباء على بيان لسحب استقالته.

وفي عام 2006 صدر حكم محكمة جنح بندر بنى سويف ضد المتهمين؛ مصطفى علوى، رئيس هيئة قصور الثقافة، و7 من الموظفين، بالحبس 10 سنوات مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم، كما ألزمت وزير الثقافة بدفع تعويضات لأهالى الضحايا.

وفى مارس 2007 برأت محكمة جنح مستأنف بنى سويف 4 من المتهمين، بينهم مصطفى علوى، وخففت الأحكام الصادرة من محكمة أول درجة ضد 4 آخرين. وفى 2010، قضت محكمة مدنى شمال الجيزة بإلزام فاروق حسنى بدفع تعويض مدنى 100 ألف جنيه لأسرة فتاة لقيت مصرعها في الحادث.