قال الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، إن الاكتئاب مرض نفسي خطير وصعب، ولا يجب أن يستخدم على نطاق واسع، وما يقال بشأن إصابة عدد كبير من المصريين به ليس أمرًا صحيح، لكنهم قد يكونوا مصابين بالاعتلال المزاجي، والفارق بينهما كبير للغاية، ولهذا ليس كل من يشعر بالضيق يصنف أنه في خانة الاكتئاب التي تحتاج إلى طبيب نفسي من أجل التعافي.
الاكتئاب والاعتلال
وأكد الدكتور أحمد هارون، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "90 دقيقة" مع الإعلامية بسمة وهبة، المذاع عبر فضائية "المحور"، أن استخدام كلمة اكتئاب كثيرًا في حياتنا اليومية يجعل الإنسان في النهاية يشعر بالأثر السلبي لتلك الكلمة على الحالة النفسية، موضحًا: "استخدام الكلمة كثيرا مثل الاكتئاب تجعلنا نصاب بآثاره، ولكن بالنسبة إلى الاعتلال المزاجي فإن الإصابة بها سهلة والتعامل معها سهل".
الاكتئاب طريق الهلاك
وأضاف في حديثه أن الإنسان هو من يستطيع تحديد نظرته تجاه الأمور والمواقف التي يتعرض لها، حيث يستطيع النظر بنظرة تشاؤم ويستطيع التعامل بنظرة بها تفاؤل وأمل، قائلًا: "كل شخص منا يمكنه لعب دور الشخص المتشائم والشخص المتفائل، وتكون الاستجابة للمواقف المختلفة وفقا للشخصيتين، فكلما لعبنا دور الشخصية المتفائلة نتعامل مع مختلف المواقف التي تطرأ علينا في حياتنا بشكل متفائل.
وذكر أن التفريغ الانفعالي أمر مهم، حتى لا تؤدي التراكمات إلى حدوث مشكلات كبيرة والتصرف وفقًا لردود أفعال عنيفة، موضحًا: "يجب أن ندرب عقلنا طول الوقت بعدم التعبير عن كل ما نود التصريح به أو فعل ما نود فعله، ويجب أن ندرب أنفسنا على الاتزان وألا نحمل غيرنا تبعات أزماتنا، لأن كل شخص يعاني من مشكلاته الخاصة".
وطالب الدكتور أحمد هارون في نهاية حديثه المواطنين بالتفاؤل والتعامل مع المواقف بهدوء والبعد عن طريق الاكتئاب الذي لا يدفع فاتورته غير الفرد ذاته، ولهذا نستطيع القول إن الحالة المزاجية قد تكون في إمكانية الشخص اختيارها وأن يكون من ذوي الذين يرون إبجابيات المواضيع والبعد عن نظرة التشاؤم من قبل حدوث الحدث.
