قال
الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، إنه في الوقت الذي تدور
فيه السجالات والمعارك الفكرية بين الحضارات في العالم، تبقى الحضارة
الإسلامية برسالتها السماوية وأهدافها الإنسانية هي القادرة على بناء جسور
التفاهم، واحترام خصوصية الحضارات الأخرى.
وأضاف خلال حديثه ببرنامج "في الآفاق" على
قناة "إم بي سي" أن ما يحدث من سجال سلبي بين الحضارات ناجم عن اعتقاد بعض
الداخل الإسلامي بوجود تهديد حضاري من الآخر، موضحًا أن هناك جزءا من بعض الداخل الإسلامي يعتقد بوجود صدام حضاري، أو
تهديد حضاري من الجانبين على الآخر، وهذا يخلق السجال السلبي على اختلاف
درجاته، ولكننا نقول دوماً بإن الحضارات لا بد أن يكون بينها تفاهم، مع
احترام كل حضارة لخصوصية الأخرى.
وأكد العيسى، أن من حق المسلم أن يرفض بعض مظاهر الحضارة الغربية، دون
أن يؤدي ذلك إلى المواجهة، بقوله: كونك ترفض القناعة ببعض مظاهر الحضارة
الغربية فهذا من حقك، ولكن هذا لا يعني أن تصطدم وتشهر الكراهية، بل قد
يتطور ذلك إلى المواجهة، فداعش مثلاً تقول للعالم كله من المسلمين وغير
المسلمين "إما نحن أو أنتم".
وأوضح أن الحضارة الإسلامية تتميز عن جميع
الحضارات في العالم بأنها حية، حيث إن لها امتداد حي قوي، وقد فرضت نفسها
بين الحضارات بقوتها الناعمة،
كما اعتبر أن الحضارة الإسلامية كانت محل الاهتمام الغربي
لكونها الحضارة الوحيدة التي بينها وبين الغرب سجال قديم، مؤكداً أن هذا
السجال متى كان سلبياً، فإن حقيقة الإسلام لا يمكن أن تفتعله مطلقا.
