قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، الكاتب والمفكر وعضو مجلس الشيوخ، إن تفجير الأحداث في القدس ثم في غزة خلق حقائق جديدة الحقيقة الأولى أن الصمت والانزواء لا يعني انتهاء القضية، وخرجت القضية الفلسطينية وأصبح على جميع الأطراف الإقليمية والدولية أن تتعامل مع ذلك.
وأضاف خلال حواره مع نشأت الديهي وعمرو عبدالحميد، ببرنامج "المشهد" المُذاع عبر فضائية "ten"، أن الجديد هو استغلال المحيط الإقليمي داخل هذه الأزمة، موضحًا أن هناك مفاجأتين في الأحداث الفلسطينية هو قدرة الفلسطينيين على قذف مناطق في إسرائيل بـ4 آلاف صاروخ، وأن الجانب الإسرائيلي كان مستعدا لذلك حيث تم استخدام تكنولوجية جديدة في القصف والحرب شهدت تحسنا من الناحية العسكرية على الجانبين، وكانت مصر هي الوسيط منذ عام 2008، وفي حرب عام 2012، وفي حرب 2014، ولكن الضحايا في هذه الحرب أقل من ضحايا الحرب السابقة نتيجة التدخل المصري والثقة في التدخل المصري.
وتابع أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يسير في اتجاه الانسحاب تدريجيًا من الشرق الأوسط وأدواته من الآن ستكون ذات طبيعة دبلوماسية، وسوف يدخل علاقات التآلف والتحالف في المنطقة لإدارة القرار الأمريكي، واهتمام الولايات المتحدة سيكون بآسيا وأوروبا ومناطق أخرى في العالم.
وأوضح أن الدور المصري أحدث الفارق، لافتًا إلى أن إدارة "بايدن" كانت في حالة حيرة من المنطقة ومصر، وكان لـ"بايدن" عدد من زلات اللسان خلال حملته الانتخابية، وحجم التشويه لمصر في العاصمة الأمريكية منذ فترة كان هائلا، ولكن "بايدن" الآن فوجئ بمصر جديدة غير التي يعرفها، وما قامت به مصر دورها الذي كانت تقوم به في عهد السادات وجزء من عهد مبارك أنها دولة مبادرة تمثل ضمادة لجروح المنطقة وتقوم بدور بديل للولايات المتحدة، ولعبت مصر دور الفيصل في وقف إطلاق النار في غزة، وكان هذا سبب حديث "بايدن" بهذه الطريقة وتوجيه الشكر لمصر على دورها.
