رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينات صدقى.. حكاية «صانعة السعادة» التى أصبحت تعيسة

ستوديو

ملكة الكوميديا وورقتها الرابحة الفنانة الكبيرة زينات صدقى بعد حياة حافلة بالفن والعطاء والضحك والأحزان، لم تجد إيجار منزلها ولم يحضر جنازتها أي فنان.

في يوم حلمت في منامها أن في بيتها مصاحف من الحجم الكبير، وفي الصباح ذهبت لشراء نفس المصاحف من حي الأزهر، وكان ضيوفها يبدون إعجابهم بالمصاحف فيطلبونها منها فتعطيها لهم في الحال، ولم يبق لها غير مصحف صغير تقرأ فيه وبعد كل قراءة تكتب ورقة صغيرة فيها رسالة تكتبها لرب العالمين مثل "يارب افتحها في وشي .. يارب هات لي شغل" "يا رب ارجع تاني اشتغل وأسدد ديوني".

ظلت زينات صدقي 16 سنة في بيتها دون عمل، ولم تظهر إلا  في "السراب"، و"بنت اسمها محمود" عام 1975 وكان أعلى أجر تقاضته في ذلك الفيلم فأخذت عن عملها فيه 500 جنيه، كما عملت بدون أجر مجاملة للمنتجة لولا صدقي في  فيلم "خطيب ماما"، وقررت الاعتذار عن حفل أقامه لها الرئيس الراحل أنور السادات. 

اعتذار الفنانة القديرة كان بمثابة مفاجأة، والأغرب منه كان سبب الاعتذار، فلم يكن أحد يتوقع أن فنانة مثل زينات صدقي لا تمتلك فستانًا مناسبًا للتكريم، فعندما تحدثت مع رشاد رشدي رئيس أكاديمية الفن وقتها، عن حجتها لعدم الحضور، انسابت دموعها، ما جعل رشاد يعرض عليها أن تقوم "أخبار اليوم" بإقراضها "سُلفة" على أن تردها بعد أن تتسلم الجائزة التي بلغت قيمتها 1000 جنيه، لكنها رفضت العرض.

وفي صباح يوم الاحتفال فوجئ الجميع بأن زينات ترتدي "جيب وبلوزة" تغلب عليهما البساطة، وفي نهاية التكريم، حاول أكثر من مخرج أن يسند إليها أدوارًا جديدة، لكنها رفضت أيضًا قائلة: "أرفض الشفقة".

يمر الزمن وتموت الفنانة والإنسانة زينات صدقي ولا يمشي بجنازتها غير أهلها.