«وداعًا مدام عفاف اللي في الرابع».. عصا السيسي السحرية تغير أداء موظفي الحكومة

عانينا لأجيال متتالية من جملة "اطلع لمدام عفاف الدور الرابع"، و"اقف في الطابور"، والتي مثلت أعتى عصور البيروقراطية، وتقاعس الموظفين عن العمل، حتى أن كل أعمال الدراما المصرية صورت الموظف الحكومي بالمتقاعس عن العمل، والكسول، وصورت الموظف بالرجل البدين الذي يحمل "بطيخة بين ذراعيه"، والموظفة صورتها بأنها تعمل أعمال المنزل داخل المؤسسة الحكومية، ولكن العمل تحت إدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والحكومة الحالية كان له شكل آخر، فأصبحنا نسمع عن جوائز عربية ودولية للموظفين ووزراء مصريين، وكأن الدولة تغيرت بعصا سحرية تخرج من جعبة الرئيس السيسي والأداء الحكومي الجاد.

واحتفلت مصر بحصاد 4 جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الأولى، والتي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ممثلة في المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بهدف الإسهام في التطوير الإداري والتميز المؤسسي الحكومي، وتحفيز الفكر القيادي، والاحتفاء بالتجارب الإدارية والحكومية الناجحة في الوطن العربي.

والجائزة الأولى أفضل وزير عربي، والتي حصدتها الدكتورة هالة حلمي السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وجائزة أفضل محافظ عربي، والتي فاز بها اللواء عادل محمد إبراهيم الغضبان، محافظ بورسعيد، وجائزة أفضل موظفة حكومية عربية، والتي حصدتها نهى أحمد السيد، بالإضافة إلى جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير البنية التحتية، والتي كانت لمشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية.

وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الصفحات الخاصة بالوزارات والمؤسسات الحكومية، في قولبة شكل جديد لتعامل الحكومة وتقديم الخدمات للمواطنين، مما أسهم في إنجاح العلاقة، والتي تميزت بالتفاعلية والإيجابية، والتي تجلت في العناصر القادمة:

قالت نهى السيد، مدير المركز التكنولوجي بحي المنتزه أول، والفائزة بلقب أفضل موظفة حكومية عربية، إن هناك 5 معايير للجائزة، منها الرغبة في التعاون المستمر، وعدم الوقوف عند الشهادة فقط وتطوير الخبرات العملية والمشاركة في المؤتمرات، مشيرة إلى أن كل ذلك له أثر في التغلب على الأزمات التي يواجهها الموظف، ويحولها لتميز ونجاح حتى يصل للريادة.

وأوضحت أنها قدمت العديد من الخدمات للمواطنين من خلال فتح قنوات تواصل عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، واستقبال الشكاوى والتعامل معها، حتى التوصل لحلول، قائلة: "المواطن حس إن في حد مهتم بكلامه، ووصلتنا رسايل شكر".

ورغم ماعانت منه مصر كباقي دول العالم من تبعات جائحة كورونا، إلا أن الدولة ضربت مثالًا في نجاح العلاقة بين المؤسسات الحكومية، والتعامل مع المواطنين، من خلال الاستماع للشكاوى المقدمة والتعامل بسرعة وحسم في التوصل لحلول ترضي رغبات المواطنين ومتطلباتهم.

فنجد أن منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، أصدرت تقريرًا في أغسطس 2020، والتي أقرت أنه منذ إنشائها عام 2017 وحتى نهاية يونيو 2020 بأنها استقبلت ما يقرب من 2 مليون شكوى وطلب واستغاثة منها نحو 1.7 مليون شكوى منذ تنصيب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيسًا للوزراء، الذي أولى اهتمامًا خاصًا بعمل المنظومة، وضرورة تفاعل الجهات المختلفة معها، وهو ما أدى لثقة المواطنين، وزيادة عدد المترددين على وسائل توصيل الشكاوى، خاصة بعدما تأكدوا من الاهتمام بها، والعمل على حلها، حيث تم حسم 89% من إجمالي الشكاوى الموجهة للجهات.

وأوضح  الدكتور طارق الرفاعي مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، أنها استقبلت 93 ألف شكوى وطلب واستغاثة خلال شهر أكتوبر 2020.

وتم الانتهاء من فحص ومراجعة عدد 87 ألف شكوى وتم توجيه 68 ألف شكوى لجهات الاختصاص وحفظ 19 ألف شكوى وفقًا لضوابط فحص ومراجعة الشكاوى قبل توجيهها للجهات المختصة، وجار استكمال فحص 6 ألاف شكوى وطلب تمهيدا لاتخاذ اللازم بشأنها.

ويعد التعامل مع قانون التصالح في مخالفات البناء من أبرز الملفات التي تعامل معها الموظفين بكل نجاح تحت إشراف حكومي جاد من المحافظين ورؤساء المحليات، والتي تعاملت معها الحكومة بمنطلق انساني، وسمعت للمواطن المصري وخفضت قيمة سعر المتر إلى أدنى قيمة وهي 50 جنيهًا، مما ساهم في زيادة الإقبال على تسديد قيمة المخالفات، والذي يثبت أن تعامل الحكومة الذكي من منطق الاستماع إلى المواطنين والتواصل معهم.

وفي إطار حرص الحكومة على وصول المساعدات والمنح لمستحقيها ومنها منحة الرئيس للعمالة غير المنتظمة المتضررة من تداعيات وانتشار فيروس كورونا، فقد استقبلت المنظومة عدد 7508 شكاوى، في الشهر الماضي فقط، وتنوعت بين التظلم من عدم الاستحقاق أو بعض عوائق صرف المنحة لتتولى وزارة القوى العاملة إعادة فحص هذه الشكاوى بعد مراجعة الجهات المعنية واتخاذ ما يلزم بشأنها، لنجد أن هناك جدية في التعامل مع كافة مايطلبه المواطن من استغاثات، وشكاوى، وطلبات، وكأن الحكومة تريد أن تجدد عهدها مع المواطن بشكل أكثر كفاءة وذكاء.