قال رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية العراقية، إن هناك حالة فراغ سياسي أو حزبي في العراق، ودائمًا ما يحاول مقتدى الصدر أن ينفذ من هذا الفراغ، مثلما حدث في شهر يوليو عام 2003، عندما أعلن نفسه كقائد وزعيم بإقامة حكومة ظل في وقت حكومة مجلس الانتقال وأثار موجة عارمة في ذلك الوقت.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "الحدث اليوم": "الصدر وجد أن حالة الفراغ التي حدثت بعد هذه التظاهرات أن باقي الأحزاب السياسية سلمية، وترويكل صعبة جدًا أصبحت غير ليست مصدر ثقة للشعب العراقي لهذا السيد مقتدى الصدر يمتلك رؤيا قديمة جدًا منذ آلاف السنين في الحضارة البابلية القديمة كان الفقراء أرقامًا في سجلات الكهنة يقدمون لهم القرابين في كل المناسبات والآن الفقراء والمعزون هم أرقام في السجلات الانتخابية العراقية.
وتابع: «لهذا دعا مقتدى الصدر إلى مظاهرات وكان من المقرر أن تكون يوم الأربعاء ثم يوم الجمعة لأن الترويكا الشيعية كانت تحذر من أي تظاهرة من الممكن أن تؤثر على المشهد العام وهذا التحالف الشيعي في منظومة مجلس النواب العراقي».
واستطرد: «كيف لا يختلف هؤلاء الشركاء على تقسيم الكعكة بمعنى أن هناك شريك ضامن، أو عراب لهذه الصفقة، بمعنى حتى لو كان الحديث عن أغلبية، فإنه لا يوجد أغلبية ومن يعتقد أنه قادر على أن يكون أغلبية في التوافقات فهذا صعب».
وأشار إلى أنه التقي اليوم الحكيم ورئيس الوزراء المالكي اتفقا على أن لا يكون هناك دور للتيار الصدري، وهناك اتفاق مع عرابين السياسة في العراق بأنه لا يمكن أن نسمح بأغلبية تقفز على الأغلبية الشيعية بمعنى أنه لا يمكن أن نقبل أن يكون هناك رئيس وزراء من غير موافقة الرويكا الشيعية بغض النظر عن القانون الانتخابي، وسمعت من مسئول اليوم أنه بدأ التقسيم بين الأحزاب السياسية والتيار الصدر لن يكون له مكان وهذه الأحزاب أصبحت من الصعوبة حتى إذا قدمت شخصيات مستقلة أن تفوز بأغلبية مريحة تستطيع من خلالها أن تحدد رئيس الوزراء.
واستطرد: «لا اعتقد أن حكومة مصطفى الكاظمي، تخشى من التظاهرات والطريق مفتوح، ولهذا نرى التأجيل والتأجيل حتى وإن حدثت فلن تكون بهذا الزخم، واعتقد أن الكاظمي يعتقد أن بإمكانه تحريك الشارع كما كان، وكان لمقتدى الصدر فرصتين ذهبيتين في 2016 و 2017 والتظاهرات الأخيرة لم يستفد منها، ولكنه استفاد من المظاهرات الأولى في حكومة عبادي وحصل على ما يريد واليوم حاول أن يقفز من مظاهرات تشرين، ولكنه فقد الكثير من الحاضنة الشعبية له وخاصة الشعيين، لأنه تخلى عن مطالب الجماهير وهناك شبهات فساد لشخصيات كان يحميها واعتقد أنه لا خوف من الشارع أو من هذه التظاهرات».
وعن خروج المظاهرات يوم الجمعة قال: «كل شيء جائز ومع مقتدى الصدر من الممكن أن تتوقع أي شيء لأنه للأسف الشديد من يقومون حوله ليس بمتورثي سياسية ولا خبراء سياسية ولا يستطيعون قيادة هذا القاعدة الشعبية والمحيطين حوله لم يكونوا على مستوى الطموح والمسئولية لدى الشارع العراقي».