رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية ليلة بكى فيها توفيق الدقن بسبب شقيقته

ستوديو

قال الفنان الراحل توفيق الدقن، في مقال له بعنوان "دموع في الطريق الطويل" بمجلة الكواكب عام 1957، إنه كان أحد مؤسسي فرقة المسرح الحر فى بدايته، وكان أعضاء الفرقة يواصلون الليل بالنهار لتقديم العروض والاستعداد لها، وكانت الفرقة تستعد في موسمها الثاني لتقديم مسرحية "حسبة برما".


وفاة شقيقته يوم افتتاح مسرحية "حسبة برما"

وأشار الدقن إلى أنه كان يشعر بالتشاؤم منذ بداية الاستعداد للمسرحية دون أن يعرف السبب، متابعًا: "كان لى شقيقة، مات أبي فتوليت رعايتها وارتبطت بها وكأنها ابنتي، وكافحت حتى أوفر نفقات دراستها وتجهيزها حتى تقدم لها ابن الحلال، واقترضت كي أكمل مصاريف زواجها".

 

وأكد أنه شعر بسعادة كبيرة يوم زواج شقيقته لأنه أدى رسالته ونفذ وصية والده فى رعايتها، معقبًا: "فى صباح يوم افتتاح المسرحية صدمتنى وفاة شقيقتى، ولم أتمالك نفسى من الحزن والصدمة، ولم أعد أدرى ما يجرى حولى، ولكنى تماسكت حتى أفكر فى كيفية تدبير نفقات نقل جثمان شقيقتى للمنيا حتى يتم دفنها فى مقابر العائلة، وقلبت جيوبى فلم أجد سوى بضع قروش".

 

وأردف: "كنت أعلم أن صندوق الفرقة خاو لأننا أنفقنا كل ما نملك للاستعداد للمسرحية، فلجأت إلى زميلتى وداد حمدى وأنا لا أتمالك دموعى، وقلت لها أنى أحتاج عشرين جنيها، وعلى الفور دبرت وداد المبلغ وعدت لاستكمل تجهيزات دفن شقيقتى الغالية مع عدد من أقاربى، وحين اكتملت التجهيزات فاجأتهم بقرارى بعدم السفر معهم لحضور افتتاح المسرحية".

 

وعاد توفيق الدقن إلى بيته وهو منهار بالبكاء، ثم ذهب إلى المسرح، وتعجب زملاؤه حين رأوه، وقد ترك جنازة شقيقته ليشاركهم الافتتاح حتى لا يقعون فى مأزق عدم وجود من يقوم بدوره، واصفًا هذه اللحظات الصعبة: "لم أكن أتمالك نفسى من البكاء حتى أقف أمام الجمهور فأضحك وألقى النكات والإيفيهات ويضحك الجمهور، وكنت أضحك بحسب مقتضيات الدور وقلبى يبكى وأظل أضحك حتى تطل الدموع من عينى فأفيق إلى نفسى وأتذكر أننى أمام الجمهور وليس أما نعش شقيقتى، وكلما أسدلت الستارة أنهار فى البكاء وأنتحب، وكانت ليلة لا تنسى".