رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالغني قمر.. هجر الفن من أجل السياسة وعاش خائنًا ومات غريبًا

عبدالغني قمر
عبدالغني قمر

يعتبر الراحل عبدالغني قمر، فنانا شاملا فإلى جانب موهبة التمثيل عمل في الإخراج والتأليف، وهو شقيق المؤلف المسرحي بهجت قمر، والد السيناريست أيمن بهجت قمر.

ولد  عبدالغني قمر، بالإسكندرية في يوم 18 ديسمبر من عام 1921 وحصل على دبلوم معهد التمثيل العالي عام 1950، ودراسات عليا في الفنون الإذاعية، وفي بداية حياته المهنية عمل موظفًا بالجمارك، ثم أتجه إلى الفن فالتحق بفرقة المسرح المصري الحديث بوظيفة ممثل، ثم انضم للفرقة القومية وفرقة إسماعيل ياسين، وشارك في عدد من الأعمال الفنية، وسافر إلي ليبيا للاشتراك في فيلم "الرسالة"، وقد قام بدور أمية بن خلف وظل في ليبيا لمدة 7 سنوات.

وواجه عبدالغني، العديد من الاتهامات وكان منها: مع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، قامت القوات البريطانية بإنشاء إذاعة في قبرص اسمها "صوت مصر الحرة"، وبسبب استقالة جميع المذيعين العرب من "إذاعة الشرق الأدنى" التي كان مقرها قبرص أيضًا، اضطرت القوات البريطانية لاستخدام عدد من الأجانب المتحدثين بالعربية، منهم عبدالغني قمر، ليقدموا البرامج التي تهاجم الحكومة المصرية وتدعو الشعب المصري للانقلاب عليها، لكن المصريين لم يهتموا بتلك الإذاعة واستمروا في مقاومة العدوان.

وبعد قيام الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، عارضته أغلب الدول العربية وتزعم صدام حسين، نائب رئيس جمهورية العراق آنذاك، ما يسمى بجبهة الرفض العربية، والتي ضمت العراق وليبيا والجزائر والأردن والسعودية ولبنان.

وقام صدام حسين باستقبال عدد من الفنانين والإعلاميين المصريين الذين يعارضون سياسة الرئيس السادات ليبدأوا في مهاجمة الحكومة المصرية وسياساتها من هناك، منهم عبد الغني قمر والذي كان مقيما في ليبيا أنذاك، تم إنشاء إذاعة بإسم "صوت مصر العروبة" وأسندت رئاستها لقمر، وبدأت تبث برامجها من بغداد بغرض السخرية من شخص الرئيس السادات وزوجته، وبين انتقاد جميع تصرفات الحكومة المصرية، ولكن هذه الإذاعة رغم التكلفة الضخمة التي انفقتها حكومة العراق وقتها لم يكن لها تأثير يُذكَر في الشارع المصري.

وبعد اغتيال الرئيس السادات، وتولي الرئيس محمد  حسني مبارك، خلفا له تغيّرت السياسات، خصوصًا بعد تورط صدام حسين في الحرب مع إيران واستعانته بمصر لتقدم له دعمًا عسكريًّا، فتم إغلاق إذاعة "صوت مصر العروبة" وبقي عبدالغني قمر في العراق حتى مات في فبراير 1981، ودفنته أسرته سرا بمدافن العائلة بال‘سكندرية.. ووصفهُ شقيقه الأصغر الشاعر بهجت قمر برأي قاسٍ قائلًا إنه «عاش خائنًا ومات غريبًا»!.