حلل الثقافات القديمة غير الغربية، ودرس وحلل الأساطير والنظم الثقافية، فهو عالم اجتماع فرنسي معروف ومفكر أنثروبولوجي معاصر، ومن أهم مؤلفاته «الأنثروبولوجيا البنيوية» و"البنى الأولية للقرابة"، إنه كلود ليفي ستراوس الذي ينتمي لعائلة يهودية برجوازية، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم.
بدأ ستراوس، مسيرته في التعرف على نظريات الفلسفة السائدة، وانكب عليها ولكنه أحس أنها بعيدة عن الواقع ومعطياته، ودعى لتدريس علم الاجتماع في إحدى جامعات البرازيل، وبعد عودته واستقراره في فرنسا في ١٩٤٨ قدّم أطروحة عن المشاكل النظرية للقرابة، وفى ١٩٤٩ اختير أستاذًا في كوليج دو فرانس سنة ١٩٥٩، وشغل كرسى الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
وكان ستراوس مولعًا بدراسة الحكايات الشعبية وأساطير الشعوب البدائية التي تكرس لفكرة وحدة الطبيعة على طريقة ابن عربى وسبينوزا وآخرين، ومن أهم أقواله: "إنّ علم التاريخ هو آخر أساطيرنا نحن المحدثين ونحن نرتّب التاريخ ونتلاعب به على طريقة البدائيين مع الأساطير، حيث نتلاعب به بشكل اعتباطىّ، كى نشكّل رؤية شمولية عن الكون»، كما يعتبر أنّ اكتشاف أمريكا والاستعمار الذي تلاه كانا بمثابة كارثة بالنسبة للجنس البشرىّ.
