وقف الزعيم مصطفى كامل على خشبة مسرح زيزينيا بالإسكندرية في مثل هذا اليوم ليعلن في آخر خطبة له عن بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي ضد الاحتلال الإنجليزي من خلال تأسيس الحزب الوطني.
وأعلن مصطفى كامل تأسيس الحزب الوطني ووضع جلاء الإنجليز عن مصر على رأس أهدافه، في مثل هذا اليوم من عام 1907، وكان قد شن حملة على صفحات الجرائد العالمية بعد حادث دنشواي في عام 1906 فضح فيها وحشية الاحتلال البريطاني ضد المصريين.
وكانت هذه الحملة سببًا في سقوط اللورد كرومر المندوب الثاني وهو ما زاد شعبيته في الشارع المصري وضاعف من كراهية الإنجليز له، واستمرارًا لدوره الوطني.
ووضع الحزب مع جلاء الإنجليز عن مصر أهدافًا أخرى له، منها إقرار دستور يسمح بالرقابة البرلمانية على الحكومة والمناداة بالاستقلال العلمي والاقتصادي إلى جانب العمل على إيقاظ الروح الوطنية عند المصريين، واختار الأعضاء المؤسسون مصطفى كامل رئيسًا للحزب مدى الحياة، لكنه لم يستكمل مشواره السياسي، واشتدت عليه آلام المرض وتوفي بعد 4 أشهر فقط من تأسيس الحزب وهو ابن الـ34 عامًا، ليخلفه في رئاسة الحزب الزعيم محمد فريد.
