رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا كان انتصار أكتوبر معجزة؟ أحد أبطال الحرب يروي الكواليس

ستوديو

قال اللواء محمد فنجري أحد أبطال حرب أكتوبر، إن جيل الشباب الحالي يحتاج أن يعرف حقيقة حرب 6 أكتوبر ولماذا يعد الانتصار فيها كان صعبا ومعجزة حقيقية، ويجب أن يعرف أن التحديانت والصعوبات التي واجهت الجيش المصري كانت كبيرة.

وأضاف «فنجري» خلال لقائه مع الدكتور محمد الباز ببرنامج «آخر النهار» المذاع عبر شاشة «النهار» أن خير دليل على أن الانتصار كان معجزة، أن الجولان السورية مازالت محتلة، والضفة الغربية في الأردن.

ولفت إلى أن إسرائيل ما كان لها الاستفادة من الثغرة إلا عندما دخلت الولايات المتحدة بكامل قوتها مع إسرائيل، أما في الأيام الأولى فإن الصحف الإسرائيلية ذاتها وثقت كيف كان الانتصار معجزة، حيث نجح المصريون في إنشاء 10 كباري ثقيلة لنقل المعدات الثقيلة للضفة الشرقية.

وأردف الفنجري: «في تاريخ الحروب بين مصر وإسرائيل، كانت حرب أكتوبر هي المرة الأولى التي تقوم فيها مصر بالهجوم على إسرائيل، بينما الحروب الثلاثة التي سبقتها في عام 1948، وسنة 1956، وسنة 1967 كانت إسرائيل البادئة».

ولفت إلى أن عنصر المفاجأة لعب دورا كبيرا، فكان هناك اعتقاد لدى إسرائيل أن العرب لا يحاربون في رمضان في أيام الصيام.

وأوضح أن إسرائيل كانت في صدمة من نجاح القوات المصرية عبور خط بارليف، فالمانع الرمالي كان صعب جدًا بسبب سرعة الرياح المتغيرة، وتغير سرعة المد المائي.

وأردف: «احنا من جيل الفراعنة فعلا، فالكل كان مذهولا كيف يصعد الجندي ساتر ترابي بعرض 4 أمتار، وارتفاع 21 مترا بمعدات ثقيلة ويقاتل عدو وهو مجهد»، لافتا إلى أن كل ذلك تم دراسته جيدا.

وتابع: «الموجة الأولى من أفراد المشاة بدأوا يتسلقوا الساتر عن طريق سلالم حبال بخطاطيف، وكانوا يرتدون جواكيت صنعت خصيصا للحرب، لتمكنهم من حمل المياه والأكل معه لأنه كان يحارب 24 ساعة ولا أحد يمده بشيء».

وعن فكرة استخدام خراطيم المياه لهدم الساتر الترابي، قال الفنجري إن المشكلة أن خراطيم المطافي كانت ضعيفة، فسافروا إلى ألمانيا ووجدوا هناك طلمبات تسحب المياه من قناة السويس وتضخه بشدة تعادل 4 أضعاف شدة خراطيم المطافي لتهيل التراب.

ولفت إلى أن عبور خط بارليف لم تكن الصعوبة الوحيدة، حيث أعقبها نقل  قضبان حديد وخرسانات وشكاير رمل، من أجل بناء ملاجيء لراحة الأفراد، وخطوط اتصالات ومواصلات، كما أن خلف خط بارليف كان هناك خط دفاعي إسرائيلي قاسي جدا حيث تلته خطوط من الدبابات جاهزة لاحتلال المصاطب بسرعة شديدة، لتحتل خط الدفاع الأول، وخط الدفاع الثاني.