يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان محمد فؤاد أمين راتب الشهير بـ"الخواجة بيجو"، الذي برع في تجسيد دور الخواجة، حتى أن الجمهور اعتقد أنه ممثل أجنبي استعانت به السينما المصرية بالفعل ونسي أنه مصري، وكانت أشهر جملة "يا النافوخ بتاع الأنا " و"يا لخوتى" و"يا نور النبى".
رحل فؤاد راتب عن عالمنا 18 يونيو 1986 بعدما قدم ثنائيا ناجحا جدا مع شخصية "أبولمعة" التي قدمها الفنان محمد أحمد المصرى وشخصية الدكتور شديد للفنان محمد فرحات.
محطات فى حياة الفنان فؤاد راتب:
ولد فؤاد راتب في 1 مايو 1930 بالزقازيق وشغل والده مدير التعليم في مدينة الزقازيق وكان له شقيقان صلاح وممدوح وأخته سميحة وأخت غير شقيقه من والدته.
ظهرت موهبته في التمثيل من صغره فشارك في المسرح المدرسي انتقل إلى القاهرة في المرحلة الابتدائية بعد أن اكتشفت والدته قصة حبه لجارتهم اليونانية "ماريكا" ومن هنا أتت شخصية الخواجة التي ابتكرها.
التحق بكلية العلوم إلا أنه انتقل منها لأن فرقة التمثيل كانت بكلية التجارة وكون بها فريقا للتمثيل مع زميله ومخرج التليفزيون نور الدمرداش حتى تخرج فيها عام 1949.
التحق راتب بوظيفة صغيرة في مصنع لتعبئة الشاي والصابون ثم عمل في اتحاد الصناعات المصرية رئيسا لقسم الإحصاء 1954 وأصبح مديرا للعلاقات العامة بالاتحاد.
أكمل الدراسات العليا في التخطيط والإحصاء بما يعادل الماجستير في العلاقات العامة، حيث سهل له العمل في الهيئة الآسيوية والإفريقية للشئون الاقتصادية وألف كتابين هما "جلالة الخبير" و"الفن في إفريقيا".
دخل الإذاعة على يد الإذاعي حسين فياض وهو طفل ثم فتح له باب النجومية مع برنامج محمد محمود شعبان "بابا شارو" وهو في السابعة من عمره.
كانت الانطلاقة الحقيقية عام 1952 في مسلسل ساعة لقلبك حيث اشتهر بدور الخواجة بيجو ولم يُقدّم أي دور غيره في حياته الفنية فاشتهر عند الناس بهذا الاسم ولم ينادوه باسمه الحقيقي أبدًا.
شَكَل مع محمد أحمد المصري أو المعروف بـ"أبولمعة" ثنائيًا مبهرًا حيث استطاعا أن يحجزا لهما مكانا وسط عملاقة الكوميديا المصرية أمثال فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي ومحمد عوض وأمين الهنيدي وغيرهم من أبطال المسلسل الإذاعي ساعة لقلبك.
سافر إلى الكويت عام 1968 وعمل بالعلاقات العامة في إحدى الشركات حتى عام 1972، والتحق بالعمل في التليفزيون الكويتي مقررا في جميع اللجان وأصيب بشلل نصفي عام 1975 إلا أن التليفزيون الكويتي ظل متمسكًا به ليعد البرامج لمدة ثلاث سنوات كما قدم مسلسلا بعنوان ضرب الزلق.
بعد أن عاد الفنان الراحل فؤاد راتب إلى مصر عام 1978، وجد حالة من الإهمال، والنسيان من الجمهور المصري، ما جعله يُصاب بالاكتئاب، إذ كان يأمل بالاستفادة من خبرته في بعض الأعمال في البرامج الإذاعية أو في كتابة النصوص الكوميدية للمسرح والتليفزيون، ولكن لم يكن يسأل عليه أحد سوى الفنان المصري فؤاد المهندس، ومحمد عوض.
شارك راتب في بعض الأفلام بلغ عددها 12 فيلمًا أولها بحبوح أفندي عام 1954، عروسة المولد، غرام المليونير، إسماعيل يس فى مستشفى المجانين، ملك البترول، وآخرها أجازة بالعافية 1966، ومسرحية واحدة حضرة صاحب العمارة 1960.
تزوج من السيدة فتحيه الصاوي عام 1957 التي التقاها في اتحاد الصناعات المصرية وله ثلاثة أبناء هم أشرف وأميره وأمل.
توفى الخواجة بيجو في مثل هذا اليوم، 18 يونيو عام 1986، حيث كان في زيارة لوالدة زوجته بمنطقة العجوزة، وبينما كان جالسا يشاهد مباريات كأس العالم، بعدها شعر بتعب، وأُصيب بأزمة قلبية فارق على إثرها الحياة.
