فى ذكرى ميلاد جيهان السادات.. أسرار فى حياة امرأة العصر

"لم يكن باستطاعتي أن أكذب على أبي، فإنني كنت أحبه وأحترمه، ولكنني لم أستطع أن أبلغه بالسبب الحقيقي، فقد كانت الشكوك تساوره وله الحق في كل هذا، فيما يتعلق بمشاعري تجاه أنور، وبالرغم من أنني كنت قد أتممت للتو الخامسة عشرة من عمري، لم يكن المألوف بالنسبة لفتيات الطبقة المتوسطة في مصر أن يتزوجن قبل سنة السابعة عشرة"، هكذا تحدثت السيدة جيهان السادات عن كواليس علاقتها بعائلتها فيما يخص ظروف زوجها من الرئيس الراحل أنور السادات.
وتحكي الراحلة “جيهان” التى يحل اليوم ذكرى الـ90 علي ميلادها، كواليس اللقاء الأول مع حبيبها السادات، بكتابها "سيدة من مصر":" كنت أريد رجلا لا يخشى الغارات الجوية ولا يهاب الموت، وعندما ألتقيت بأنور لأول مرة كنت في سن الخامسة عشرة، في زيارة للسويس، لابن عمتي الضابط، وكان “أنور” قد خرج للتوه من السجن، وبالرغم من أنه اللقاء الأول إلا أنني توسمت فيه الخير وأصرت على الزواج منه".
وتقول قرينة الرئيس عن زوجها الراحل: "كثيرون قالوا إنه رجل سبق عصره، ولكنى لا أوافق كيف يمكن لفكرة السلام وإنهاء الحرب أن تكون سابقة لعصرها!؟، إن زوجى يمثل رأى الأغلبية فى مصر، وبفضل الله مرت حياته كرسالة، مكرسًا نفسه وأخيرًا مضحيا بها من أجل بلده".
ولم تكن جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل فقط، بل عملت على إثراء الحياة السياسية وممارسة العمل العام، ووهبت حياتها ومسيرتها للعمل التطوعي، حتى نجحت في تغير صورة المرأة في عيون المجتمعات المختلفة، وأصبحت أول سيدة لجمهورية مصر العربية تخرج لدائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين الطبقات المختلفة من المصريين، لتكون نموذجًا يحتذى به للمرأة حول العالم، فكان لها أدوار مهمة في العديد من المشروعات أبرزها مشروع تنظيم الأسرة، ودعم الدور السياسي للمرأة وتشجيع تعليمها وتعزيز قدرتها على الحصول على حقوقها، كما ساهمت في تعديل بعض القوانين التي تخص المرأة المصرية، على رأسها قانون الأحوال الشخصية 1979 الذي أطلق عليه قانون "جيهان".