رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلادها.. مسيرة فكرية للكاتبة نوال السعداوى المتحررة ضد العادات الاجتماعية

ستوديو

"أنا أقول الحقيقة.. والحقيقة متوحشة وخطيرة"، هكذا وصفت الكاتبة الطبيبة الراحلة والناشطة النسوية والكاتبة نوال السعداوي التي أمضت عقودًا، وهي تعبر عن آرائها من خلال رواياتها ومقالاتها وسيرها الذاتية ومحاضراتها.

كرست الناشطة النسوية، نوال السعداوي حياتها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة على وجه الخصوص، وبتحدي كثير من العادات الاجتماعية والتي تحد من حرية المرأة في العالم العربي، فضلًا عن نتاجها الفكري والأدبي الثر.

ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931 لعائلة تقليدية ومحافظة بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية.

أصرّ والدها على تعليم جميع أولاده، كان والدها مسئولًا حكوميًا في وزارة التربية والتعليم، وكان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان، كما شارك في ثورة 1919، وكعقاب له تم نقله لقرية صغيرة في الدلتا وحرمانه من الترقية لمدة 10 سنوات، استمدت منه احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات، توفي كلا والديها في سن مبكرة لِتُحملَ نوال العبء الكبير للعائلة.
 

تخرجت السعداوي في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وعملت كطبيبة، ثم تخصصت في الطب النفسي، وفقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية عام 1972 بسبب كتابها "المرأة والجنس" الذي هاجمت فيه تشويه الأعضاء الجنسية للمرأة، كما أُغلقت في عام 1973 مجلة الصحة التي أسستها قبل ذلك بسنوات. غير أنها لم تتوقف عن التعبير عن آرائها.

وفي عام 1975 نشرت رواية "امرأة عند نقطة الصفر" المستوحاة من قصة حقيقية لإمراة التقتها وكانت تواجه عقوبة الإعدام.

وعام 1977 نشرت روايتها "الوجه العاري للمرأة العربية" والتي وثقت خلالها تجاربها إذ كانت شاهدةً على جرائم اعتداء جنسي و"جرائم شرف" ودعارة خلال عملها كطبيبة في إحدى القرى، وقد أثارت الرواية حالة من الغضب، واتهمها النقاد بتعزيز الصور النمطية للمرأة العربية.

كما أسست نوال السعداوي، جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان. 

شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي. 

كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة، وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات، وعملت فترة رئيسة تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية.

واستطاعت أن تنال ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات، ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.