رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حبيب الفقراء ودرس الإسلام».. سر سعادة بريطانيا بالملك الجديد (فيديو)

تشارلز وإليزابيث
تشارلز وإليزابيث

علق الكاتب الصحفي أحمد العناني، من لندن، على تنصيب الأمير تشارلز الثالث ملكًا لبريطانيا بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، مشيرًا إلى أن الشارع البريطاني يشهد حدثين مختلفين من حيث التفاعل.

وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "كلمة أخيرة"، مع الإعلامية لميس الحديدي، والمُذاع عبر فضائية "ON"، مساء اليوم السبت، إن هناك مشاعر حزن كبيرة سائدة بعد رحيل الملكة إليزابيث الثانية، فضلًا عن مشاعر أخرى بعد وصول تشارلز لمنصب ملك بريطانيا.

وأشار إلى أن الشارع البريطاني يشهد تناقضًا كبيرًا في المشاعر، حيث كانت الأعلام منكسة أمس حزنًا على رحيل الملكة إليزابيث الثانية، موضحًا أن الشوارع اليوم تشهد تنصيبًا كاملًا للأمير تشارلز ملكًا على عرش بريطانيا.

وأوضح أن هناك حالة من التفاؤل تسود في الشارع البريطاني تجاه تنصيب الأمير تشارلز ملكًا لبريطانيا، خاصة أن المواطن البريطاني ينظر إلى تشارلز على أنه الأكثر اتصالًا معهم ومع مشاكلهم مقارنة بالملكة إليزابيث الثانية.

آخر زيارة قام بها الملك لمنطقة الشرق الأوسط هي مصر   

ولفت إلى أن الملكة إليزابيث الثانية بسبب تقدم سنها لم تكن تتواصل كفاية مع الجماهير مقارنة بالأمير تشارلز الذي ظل حتى اليوم متواصلًا مع الشارع، ويحرص على الاستماع إلى مشاكلهم، لأن البريطانيين ينظرون إلى تشارلز باعتباره صاحب الأفكار الأكثر تقدمية خاصة فيما يتعلق بالحوار بين الأديان، لأنه درس الدين الإسلامي في جامعة كامبريدج ولديه شغف كبير بالحضارة الإسلامية وحضارة الشرق الأوسط، موضحًا أن آخر زيارة قام بها الملك لمنطقة الشرق الأوسط هي مصر.

 وعن مراسم التنصيب، أوضح أنه على مدار الـ12 يومًا الماضية هناك خطة موضوعة باسم جسر لندن، مشيرًا إلى أن من وضع وأشرف على تلك الخطة هي الملكة إليزابيث الراحلة حيث قامت بوضعها كوصية في حال وفاتها وأنه أول مرة تم تسريب تفاصيل وفاتها والخطة الموضوعه في الإعلام البريطاني كانت في شهر سبتمبر 2021.

الفارق بين التنصيب والتتويج في بريطانيا

وعن الفارق بين التتويج والتنصيب، لفت إلى أن التنصيب يختلف عن التتويج وأن ما شهدته البلاد اليوم كان مراسم تنصيب، موضحًا أنه لا أحد يعرف موعد التتويج، لأن الملكة إليزابيث الثانية الراحلة تم تتويجها بعد 18 شهرًا من التنصيب، مشيرًا إلى أن ذلك بسبب حالة الحداد الرسمي التي تشهدها الدولة البريطانية، وأنه يجب أن تكون هناك موسيقى في ظل أجواء التنصيب، مردفًا أن السبب الآخر أن الملك الآن من حقه اختيار الطريقة المثلى للتتويج.

الملك له نفوذ دون أن يمس صوت الشعب ورأيه

من جانبه قال كايد عمر، المحلل السياسي، عضو حزب العمال البريطاني، إن الملكية تتميز بملامح  وخصائص في بريطانيا، لأن الملكية البريطانية دستورية ديمقراطية والملك له نفوذ دون أن يمس صوت الشعب ورأيه.

وأشار إلى أن الملكية الديمقراطية الدستورية تقوم بتفعيل صوت الشارع واقعيًا لأنه عندما يقول الشعب كلمته باختيار حزب الأغلبية سواء المحافظين أو العمال يتوجه رئيس الحزب فورًا للملك حتى يكلف رسميًا بتشكيل الحكومة، مؤكدًا أن الثقافة السائدة لدى الشعب البريطاني هو أن الملك دوره إقرار ما اتفق عليه الشارع عبر اختيار الحزب الذي يكلف من قبل العرش الملكي بتشكيل الحكومة.

وأردف أن الملك له سلطات ونفوذ من خلال توازن بين سلطات العرش الملكي دون أن يلغي صوت الشعب في ذات الوقت، لأن كل ما هو على الأرض البريطانية حتى الجيش يتبع الملك مباشرة، مشيرًا إلى أن الباسبور البريطاني يصدر باسم الملك أو الملكة، موضحًا أن الملك يفتتح الدورات البرلمانية، وأنه قد يكلف النواب مباشرة بنقاش قوانين معينة.

وعن حالة القلق التي تسود المجتمع البريطاني من تولي تشارلز المختلف في الأفكار، لأن الملكة إليزابيث حافظت على ترابط البريطانيين خلال العقود الماضية، أكد أنه متفائل جدًا من المرحلة القادمة لأن تشارلز الثالث قريب جدًا من البسطاء والفقراء، فضلًا عن أنه زار الشرق الأوسط، وأنه صاحب فكر تقدمي متميز بجانب صغر سنه عن إليزابيث الثانية بنحو 26 عامًا.

وتابع أنه تتلمذ على يد ملكة عاصرت كثيرًا من الأحداث العالمية، لذلك هو يتسلم الحكم الآن وهو في سن الرشد ولديه أفكار متطورة عصرية، مشيرًا إلى أنه لن يمكث في سدة الحكم كثيرًا لقدم سنه.

واختتم أن الملكة إليزابيث كانت لها مميزات، حيث شهدت الحربين العالميتين الأولى والثانية وجاءت بعد تشكيل الأمم المتحدة وكانت في حقبة زمنية مختلفة كلية، وأنها حكمت لمدة 70 عامًا، لذلك من الصعب أن يأخذ أحد في بريطانيا هذه المكانة وبنفس الطريقة.