قال محمد هشام، المحلل الإقتصادي، إن التضخم في منطقة اليورو سجل 9.1% في شهر أغسطس، لافتًا إلى أنه أكبر معدل للتضخم منذ عام 1999م، ومنذ انطلاق عملة اليورو.
أسباب ارتفاع معدل التضخم
وأضاف هشام خلال لقائه ببرنامج "بنوك واستثمار"، المُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن السبب في تلك الزيادة، هو ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، حيث سجلت أسعار الطاقة أعلى تضخم بحوالي 38.3 في شهر أغسطس، كما سجلت أسعار المواد الغذائية والتبغ والكحول سجلوا 10%، وهو ما أثر على معدل التضخم حيث وصل إلى أعلى مستوياته، ويسجل تاسع رقم قياسي على التوالي منذ شهر نوفمبر الماضي.
وأوضح أن كل الارتقاعات في الأسعار جعلت الأسر في منطقة اليورو بشكل عام تغير وجهة نظرها في عملية الإنفاق، حيث تحولت عمليات الإنفاق بعد ارتفاع فواتير الكهرباء وفواتير الطاقة إلى اتجاه آخر، أو تأخير عملية الشراء إلى فترة مقبلة بسبب عدم اليقين الإقتصادي الذي يسود كل مناطق العالم وليس أوروبا وحدها.
وأشار إلى أنه حسب تم إجراؤه واستطلاع آراء الأوروبيين، فقد مثلت ارتفاع الأسعار مصدر القلق الأول للأوروبيين، والذين مثلوا نسبة 44% من المشاركين في الاستطلاع، كما كان المصدر الثاني للقلق هو الأزمة الأوكرانية، حيث شكل 25% من المشاركين في الاستطلاع، ثم جاءت أزمة كورونا التي استمرت حتى الآن، مؤكدًا أن كل هذه العوامل ساهمت في انعدام الثقة في اقتصاديات منطقة اليورو، وبالتالي زعزعت حالة الثقة لدى المواطنين في أوروبا في اقتصاداتهم التي تعاني بشكل كبير من ارتفاعات معدلات التضخم.
واردات الغاز الروسي
وأكد أن منطقة اليورو كانت معتمدة بشكل كبير على واردات الغاز من روسيا، حيث كان مصدرا رئيسيا بالنسبة لها على مدار عقود، لافتًا إلى أنه عندما حدثت الأزمة الروسية الأوكرانية وتم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، واجهت روسيا هذه العقوبات بمجموعة من القرارات مثل تعليق خطوط أنابيب الغاز لغرض الصيانة أو أي غرض آخر، فكانت النتيجة توقف إمدادات الغاز.
