رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة الأزهرى: رجل الدين يفقد مصداقيته عندما يصبح عبدًا للشهرة والنساء

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشئون الدينية، إن رجل الدين، أو المتحدث في الشرع الشريف أو أي شخص من يتكلم في الشأن الديني، يرتفع عند الناس ويكتسب الاحترام والمصداقية، والإجلال والحب والتقدير والإصغاء بحب إلى ما يقول.

وأضاف الأزهري، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد الدريني في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "dmc": "رجل الدين لا يصل للمقاصد الشريفة إلا بتجرده من الأهواء والمطامع والمكتسبات والدنيا والمال والنساء والمناصب والشهرة".

 

الأزهري: رجل الدين يفقد مصداقيته عندما يستعبده لحب المال والنساء 

وأشار إلى أنه كلما طعن الإنسان وابتلي بشىء من هذه الأعراض انخفضت مصداقيته حتى الناس حتى تصل إلى الصفر، وعدم المبالاة به، ويتحول إلى نقيض يكون مستعبد بشدة للشهرة والمال والنساء والمناصب، ويزاحم الناس فيما في أيديهم، ويرى الناس أنه يلهث وراء شيء، ومستعبد لشىء، يتحول حينها إلى شخص من حيث اللفظ والكلام يدعو إلى الله، ومن حيث الطاقة والحال والواقع يصد عن الله ويكذب ما يقول. 

 

وأوضح، أن إشكالية الإخوان والتيارات المتطرف، أنه عند ظهور حسن البنا أحدث شرخًا في طبيعة الخطاب الديني الذي أحبه الناس وتقبلوه وطابت نفوسهم، مردفا: "الناس أحبت رجل الدين الذي لا يدعوني إلى نفسه ولا إلى مشروعه، وإنما يدعوني إلى الله".

 

الأزهري: حقيقة رجل الدين تظهر عند الاختلاف 

وأشار إلى أن حقيقة رجل الدين تظهر عندما احتك به وأعامله واختلف معه، مردفا: "لا تظهر حقائق الرجال ومبادئ في وقت الاستقرار والسكون، وإنما تظهر عند الاختلاف، أهم معيار تستشف الناس منه مدى مصداقية رجل الدين، عندما تختلف معه، هل يتصف بالإنصاف والتجرد وإحقاق الحق ولو على نفسه، هل سيقدم مصلحة العموم ولو على حساب نفسه، أما هل تظهر الأحداث أنه كاذب ومتحايل ومراوغ، وعنده فكر ملتبس أدى لسلوك ملتبس".

 

الأزهري: كان يمكن للمجتمع تقبل حسن البنا لو اكتفى بالدعوة الدينية

وأردف الأزهري: "كان يمكن لكل النفوس أن تتقبل حسن البنا، وأقرانه من قادة تيارات التطرف، بشرط ألا يراه الكل جزءًا من اللعبة السياسية وطرفًا فيها، خصمًا لهم، حينها انتهى دوره كرجل ين، وصار خصما يمارس اللعبة السياسية فيغلبني أو أغلبه".

 

وأكد أنه يوم يتورط رجل الدين ويصير له مأرب سياسي، أو مطمع في مال أو دنيا أو جاه، دمرت مصداقيته.

 

وختم: "فلان الفلاني تزوج عشرات النساء، فلان الفلاني عنده سيارات فارهة والدعوة مصدر دخل، الشيخ الفلاني يوظف الآيات والأحاديث في اللعبة السياسية، كل هذا أحدث شرخ عميق في قناعات الناس به وتصديقهم له، وهذا لا يعني أنه يحرم على رجل الدين أن يكون ثريا، أو ناجح دنيويًا، وإنما هناك فرق بين نجاح دنيوي يحترم، مثل ليث ابن سعد كان ملياردير، والإمام حنيفة النعمان، كان كثير العطاء والصدقات، لكن فرق بين هذا وأن أراه بوضوح عبد للمال والسلطة ويصل إليها ولو بالكذب، وعبد للوجاهة ويصل إليها ولو بتدمير المبدأ الديني".