"في ذكرى وفاته".. نور الشريف عشق الضحك حتى النهاية ولم يكتب وصيته

تحل اليوم 11 أغسطس 2022م الذكرى السابعة لوفاة الفنان نور الشريف الذي رحل عن عالمنا، في 11 أغسطس 2015، تاركا خلفه تراثا من الفن الجميل.

من هو نور الشريف

اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبدالله، وهو ممثل مصري قدير اشتهر بتقديم العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، كان الأول على دفعته، وبدأ حياته الفنية عام 1964 قبل تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية.

ذاق مرارة اليتم في عامه الأول 

ولد نور الشريف في 28 أبريل 1946، في حي الخليفة بوسط القاهرة، وشاءت الأقدار أن يرحل والده قبل أن يكمل عامه الأول، لذا تحمل عمه إسماعيل عبء تربيته ورعايته.

كانت والدته في سن الشباب، ونصحها المقربون بالبحث عن حياة جديدة، والزواج للمرة الثانية، وبالفعل تزوجت وتركت نور الصغير في بيت عمه.

وبالرغم من حرص الأم على زيارة ابنها بين الحين والآخر، تولدت داخل "نور" حالة من الرفض تجاه أمه، كان سببها شعوره بأنها لم تكن وفية لوالده، وأنها تركته بحثا عن سعادتها.

وفي تصريحات سابقة لنور الشريف، قال: "كنت أهرب من أمي عندما تأتي لزيارتي، ولكن بمرور الأيام، وبعد دراسة علم النفس والكثير من العلوم التي تفتش في الدوافع البشرية، التمست لأمي العذر، وذهبت واعتذرت لها كثيرا، وزادت رابطة الحب بيننا لدرجة أننى كنت أبوح لها بأسراري، وأسألها عن رأيها في شئون كثيرة".

بدايات نورالشريف الفنية 

اتجه إلى التمثيل عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه، فأسند إليه دورًا صغيرًا في مسرحية الشوارع الخلفية ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية جوليو ورومييت.

تعرف نور الشريف أثناء بروفات مسرحية "جوليو ورومييت" على الفنان عادل إمام  الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم "قصر الشوق" ليحصل على شهادة تقدير تمثل أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية عن دوره في الفيلم.

 نورالشريف بين الحب والانفصال 

تزوج نورالشريف من حب عمره الفنانة بوسي، وأنجبا "سارة ومي"، لكن الخلافات لم تتركهما  لتكون الصدمة الكبيرة بطلاقهما في 2006.

أصاب نورالشريف الحزن والألم إثر انفصاله عن توأم روحه بوسي، وبذل مجهودا كبيرا لتصحيح الأوضاع واسترداد حب عمره،  وقبل أن يرحل عن الحياة بشهور قليلة، عادت إليه بوسي.

لحظات الألم والمرض 

بسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بسرطان الرئة، بدأ نورالشريف ينسحب من الحياة الفنية في عام 2014، ليعتذرعن عدم المشاركة في أعمال جديدة، وطلبا للشفاء سافر إلى لندن لتلقي العلاج. 

ووصفت الفنانة بوسي، زوجة الفنان نور الشريف أيامه الأخيرة بأنها كانت الأصعب، وذلك أثناء لقاء تليفزيوني سابق، لافتة إلى أن نورالشريف لم يكن يعرف طبيعة مرضه حتى غيبه الموت، حيث حرصت هي وباقي أفراد الأسرة على إخفاء إصابته بسرطان الرئة عنه طوال الوقت، واكتفوا بإخباره أنه مصاب بالتهاب في الرئة، وأكدت أن نورالشريف لم يتحدث معها حول رحيله أو وفاته لأنهم كانوا حريصين على الحديث معه حول أمور تحمل الفكاهة لتكون حالته النفسية أفضل وكان يحب الضحك.

وأشارت بوسي إلى أن نورالشريف لم يوصها بشيء خلال أيامه الأخيرة، كما أنه لم يترك وصية قبل وفاته، مبينة أن اللحظة التي شعر فيها بأنه سيرحل عندما أصبح قلبه غير قادرعلى النبض بشكل طبيعي ونقل للعناية المركزة قبل وفاته بـ3 ساعات فقط عندها شعر بقرب رحيله.