رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عطية يوجه رسالة مؤثرة لوالده ويكشف صفات اكتسبها منه

محمد عطية ووالده
محمد عطية ووالده

استعاد الفنان محمد عطية، ذكرياته مع والده الراحل منذ طفولته، ووجه له رسالة كشف من خلالها عن العديد من الصفات والعادات التي غرسها فيه منذ طفولته.

 

ونشر محمد عطية، صورة له رفقة والده من طفولته وصورة لهما الآن عبر صفحته الشخصية بموقع "إنستجرام"، وعلق عليها قائلًا: "أنا مدين لوالدي بالكثير.. فقد غرس والدي بداخلي عددًا لا بأس به من العادات التي أثرت بشكل مباشر علي الدرب الذي سلكته في حياتي.. أنا الأصغر بين إخوتي فبطبيعة الحال كنت طفله المدلل.. ولا أعتقد أن الصدفة لعبت دورا في أن تصبح ميولي وهواياتي قريبة بشكل كبير من هوايات أبي في الحياة".

 

وأضاف: "كان أبي متابعًا شرهًا لكرة القدم، خاصة مباريات الأهلي، وكنت أنا طفله الوحيد الذي شاركه ذلك الشغف.. كنا نشاهد المباريات سويا، وحتي بعد أن باعدت بيننا الحياة كنت حريصا على الاتصال به بعد كل مباراة للأهلي إما لمناقشة أسباب الهزيمة- و قلما كان يحدث ذلك- أو للتحدث عن براعة أبو تريكة أو رأسية متعب.. هذا الجانب كان يحمل وفاقا رهيبا بيننا.. وعلى صعيد آخر كان والدي محبا لريال مدريد ورونالدو على وجه التحديد وأنا برشلوني محبا لميسي وكان والدي خفيف الظل، فكان إذًا فاز الريال وأحرز رونالدو هدفا يأتيني اتصاله في التو حاملا دعابات وما من أحدٍ بارع في ذلك قدر أبي".

سبب حبه الفن والسينما

وتابع: “كان والدي سببا أيضا في حبي السينما والفن بوجه عام.. لكن الشىء الأكثر تأثيرا في حياتي هو القراءة.. فقد غرس بداخلي هذا الشغف منذ نعومة أظافري..أتذكر جيدًا حرصه الشديد على أن يأتينى أسبوعيا بمجلات الأطفال، وبعد ذلك أصبح يصطحبني كل عام إلى معرض الكتاب وبطبيعة الحال كنت أنجذب بشكل كبير إلى الكتب الخاصة بالأبطال الخارقين، وقد كان سعر هذه الكتب مبالغا فيه مقارنة بكتب عظيمة لأدباء ذائعي الصيت، فعقد والدي معي صفقة شديدة الذكاء.. صفقة تشمل اختياري لعشرة كتب للأبطال الخارقين مقابل رواية واحدة من اختياره شريطة أن أقرأ هذه الرواية.. تلك الصفقة جعلتني أقرأ "أوليڤر تويست" في سن العاشرة و"نائب عزرائيل" في سن الرابعة عشرة، وأتذكر جيدا أن هذه الرواية كان لها وقع صادم على طفولتي ونظرتي للحياة في هذه السن الصغيرة..لا أعرف إن كان قد فعل ذلك عن عمد أم كانت صدفة".

 

واستطرد: "لكن وبعد مرور قرابة أكثر من ربع قرن ورغم مرور سنوات على رحيل أبي فأنا أشكره من أعماق قلبي على تلك الرواية وعلي غرسه تلك الموهبة السحرية (القراءة) بداخلي.. نعم موهبة فأنا أتذكر كلماته جيدا ( بص يا محمد القراية موهبة يا إما عندك يا إما مش عندك).. أبي لقد قلبت القراءة حياتي رأسا على عقب وجعلتني في تفكير مستمر عاما تلو الآخر.. تذكرتك اليوم وأنا أقرأ رواية (القلعة) لفرانز كافكا الذي كانت علاقته بوالده مصدرا لتعاسته الأبدية على النقيض تماما من علاقتي بوالدي.. أبي أفتقدك بشدة كم كنت أتمني أن تقرأ تلك الكلمات ولكن الموت هو أبشع حقائق هذه الحياة التي لا نملك نحن البشر الهروب منها..أبي أحبك".