قال محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن البيان الختامي لقمة جدة، أكد ضرورة التوصل لاتفاق ملزم دون تأخير لملء وتشغيل سد النهضة استنادًا لقواعد القانون الدولي، مشيرًا إلى أنه مطلب عربي وليس مصريًا فقط؛ الأمر الذي سيجعل الإثيوبيين ينتقدون الولايات المتحدة الأمريكية التي حضرت القمة.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "صالة التحرير" المُذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أن بيان قمة جدة الختامي، واللقاء الثنائي للرئيس السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن عكس توافقًا كثيرًا من الرؤى الإقليمية، لافتًا إلى أن واشنطن من أكثر الدول تقدمًا في المجالات العلمية والعسكرية ولا بد من الاستفادة من هذه المجالات، وفكرة الاهتمام الأمريكي بالمنطقة ستستمر لما لها من أهمية استراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها.
ولفت إلى أنه سيكون هناك اهتمام أكبر بدول منطقة الشرق الأوسط، بعدما أدرك جو بايدن مدى أهمية دول المنطقة لبلاده لما لها من دور استراتيجي؛ ما دعا واشنطن لتغيير خطابها تجاه الدول العربية.
وأشار إلى أن قطاعًا كبيرًا في الحزبين الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري كان يرى أن أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن صارت أقل من ذي قبل، لأن اعتماد الولايات المتحدة على بترول الشرق الأوسط انخفض؛ الأمر الذي جعلها تقلل من اهتمامها بالمنطقة والدفاع عنها، بالإضافة إلى أن إسرائيل أصبحت قوية بما فيه الكفاية ولا تحتاج للمظلة الأمنية الأمريكية بشكل كبير.
وأردف: "السبب الرئيسي لزيارة بايدن للمنطقة، ولقائه القادة العرب في قمة جدة بالسعودية الأزمة الروسية الأمريكية؛ التي أدت لارتفاع كبير في الأسعار لدى الولايات المتحدة الأمريكية؛ ما أدى بدوره لارتفاع نسبة التضخم".
وختم بأن الإدارة الأمريكية اكتشفت أن قيادات جديدة في عدة دول بالمنطقة؛ أصبحت تتعامل مع أمريكا بموقف الندية، وعلاقات قائمة على التعاون والمصالح المشتركة.
