رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعية يروى قصة زواج النبى من السيدة جويرية

ستوديو

قال الدكتور رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقصى الأخبار من حوله ليعرف ما يدور وإن كان سيهجم عليهم أحد أو ما شابه، وكان يعتمد في ذلك على أناس وكأنهم "مخابرات" بمفهومنا الحالي، فعلم عن طريق فرقة المخابرات، سنة 6 هجرية أن الحارث بن أبي ضرار قائد قبيلة بني المصطلق، أعد وقبيلته العدة وشروا أسلحة، وتحالف معهم بعض العرب.

وأضاف خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "دي إم سي" مساء اليوم الإثنين، أن قبيلة بني المصطلق وبعض العرب كانوا يريدون أن يهجموا على النبي في المدينة المنورة، فاستعد النبي لهذا الأمر وخرج لاستقبالهم على مشارف المدينة ومعه 700 صحابي و500 فرس، لينصر عليهم وأسر منهم الكثير، لتأتي في الأسر امرأة تدعى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، فقالت للنبي: أبي كان زعيم بني المصطلق، فكيف أكون أسيرة؟ واتفقت مع النبي بعمل مكاتبة "مثل الشيكات في أيامنا"، لتدفع كل فترة مبلغا وتحرر نفسها، فأكرمها النبي كرما واسعا وقال لها: سأعطيكي خيرا من ذلك، وأمره الوحي بالزواج منها، فلما رأى الصحابة ما فعله النبي وكانوا قد أسروا 100 بيت من بني المصطلق، فقالوا "وكانت أخلاقهم عالية"، أيكون هؤلاء أسرى عندنا وهم أصهار النبي؟ فعتقوهم جميعا، لتدخل تلك البيوت الإسلام، وكانت زيجة السيدة جويرية مباركة.

ولفت إلى أنه أثناء المعركة، كان معكسر المسلمين عند بئر اسمه "ماء المريسيع"، فأرسل أحد الأنصار خادمه ليأتي له بالماء، وأرسل أحد المهاجرين خادمه ليجلب له الماء أيضا من البئر، فكسع "ضربه بظهر القدم على مؤخرته" خادم المهاجر خادم الأنصاري، فبدأ الخناق يحتدم حتى إن المهاجر نادى وقال يا أهل المهاجرين، وكذلك فعل الأنصاري، فقام النبي وقال: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟، ليقوم زعيم المنافقين "عبدالله بن أبي بن سلول" ليقول: نحن المخطئين فأسكنا المهاجرين المدينة وأعطيناهم أموالهم وأسكناهم عندنا.. صدق من قال سمّن كلبك يأكلك وجوّع كلبك يتبعك، والله لو رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" وكان يقصد بذلك الأعز "النبي" صلى الله عليه وسلم المنزه عن العيوب.

ولفت إلى أن النبي وصل له ما قاله زعيم المنافقين، فسكت النبي وأذن في الناس بالرحيل في ساعة منكرة لم رسول الله يرتحل فيها، فمشوا الليل كله، والصباح حتى شقت عليهم الشمس، فلم يستطيعوا مواصلة السير فوقعوا نياما، معقبا: “أراد النبي أن يشغلهم ويرهقهم بالمشقة في السير عن الحديث وكثرة القيل والقال خاصة لو بلغ الصحابة بالسباب على النبي حتى لا يقول الناس أن النبي يقتل أصحابه”.