رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تعامل الإخوان المسلمين مع صدمة الانتقال من السجن إلى السلطة؟

ستوديو

قال الدكتور طلال فيصل، الطبيب النفسي الكاتب الروائي، إن هناك أمرين أساسيين في الجماعات الإسلامية، أولهما فكرة الدعوة نفسها، فأي تواصل يحتاج إلى مرسل ومستقبل ورؤية واضحة للطرفين، وهو أمر ليس موجودا في الدعوة، لأن الدعوة عملية إرسال فقط، وبالتالي رؤية النفس أنهم على حق ولديهم عدة أفكار يريدون أن يقنعوا الآخر بها فقط، وبالتالي لا يحدث تواصل مرجو.

 

وأضاف خلال مداخلة عبر الصوت والصورة مع الإعلامي أحمد الدريني، ببرنامج "مساء دي إم سي" المذاع على قناة "دي إم سي" مساء الأربعاء: أن الفرد في الدعوة يكون مُلقًّنا في الأول، ويتحول إلى مُلقِن، ولكن لا بد أن يكون هناك اتزان وهذا لا يرفضه أحد، لكن عند عدم وجود اتزان إذا رأى فقط "نفسه" دون رؤية الآخر.

 

وأوضح أن الاقتناع بالفكرة يستحيل مناقشة الشخص فيها، وأفراد جماعة الإخوان مقتنعون بأفكارهم اقتناعا أعمى دون حتى اختبار أو فهم لخلفياتها، ولا يرى إلا ما يريد أن يقنع الآخرين به.

 

وأشار إلى أن الصدمة وارد أن تكون شيئا إيجابيا، وقد تكون شيئا سلبيا، موضحا أن الشخص عندما يتولى مهام وظيفة معينة هو غير مؤهل لها، قد يصاب بعد فترة باكتئاب لأنه غير مؤهل لهذه المكانة وينهار، ولذلك فانتقال الإخوان المسلمين من السجن إلى القصر والحكم سبب لهم أيضا صدمة، لأنها كانت جماعة غير مؤهلة لإدارة دولة بحجم مصر، ولكن العجز عن التواصل مع الشعب ومع الوضع الجديد، جعلهم يستمرون في وضع غير مؤهلين له، بل يعاندون حتى وصلوا للنتائج الكارثية التي حدثت في مصر.

 

وشدد على أن الاقتناع الأعمى بالفكرة الواحدة والعجز عن التواصل أوصل الإخوان للسجن مرة أخرى.