رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز الدروس الإيمانية فى رحلة "الطيب" مع أسماء الله الحسنى بأيام الرحمة

ستوديو

في رحلة إيمانية خاصة عن أسماء الله الحسنى، فسر لنا شيخ الأزهر، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، معانى أسماء الله الحسنى، ونستعرض خلال السطور التالية أبرز تلك المعاني والدروس الإيمانية خلال العشرة أيام الأولى من رمضان وهي أيام الرحمة من الشهر المبارك.

الفروق بين أسماء الله الحسنى الحقيقية والمجازية على البشر

تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن أسماء الله الحسنى، وأقسامها، مؤكدا أنها تنقسم إلى قسمين.

وقال خلال حديثه ببرنامج "حديث الإمام الطيب"، المذاع على قناة الحياة، إن هناك أقساما لأسماء الله الحسنى، حيث تنقسم انقساما أوليا إلى قسمين، أسماء لا يسمى بها إلا الله ولا يمكن لأى مخلوق تسميتها.

وأضاف أن هناك أسماء أخرى يتسمى بها الله والعبد ولكن مع ملاحظة الفرق الدقيق والشاسع بين التسمية لله والعبد، لافتا إلى أن أسماء الله تطلق على سبيل الحقيقة، ولكن تطلق على العبد على سبيل المجاز.

وضرب الطيب مثلا بلفظ أسد، حينما أخذناها وأطلقناها على الإنسان تجاوزنا بها الحد الحقيقي لمعنى الاسم، فاللفظ ممكن أن يكون واحدا ولكن الإطلاق ليس واحدا في الإنسان والحيوان المفترس، ولكن أخذنا صفة واحدة وهي الشجاعة وليس الافتراس وكل صفاته.

وتابع: “هكذا أسماء الله الحسنى المشتركة في اللفظ وليس في الحقيقة، مثل الرزاق فالإنسان لا يرزق غيره، ولكن هو اشتراك لفظي ويطلق مجازيا وليس حقيقيا، ويحدث معه تجاوز لمعنى أسماء الله، حيث إنه ختم النقص على البشر، بأنه ناقص محتاج للغير”.

 

هل هناك أسماء لله غير التى نعرفها جميعًا؟.. شيخ الأزهر يحسم الجدل

أجاب فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن سؤال: "هل هناك أسماء أخرى غير المذكورة بالحديث الشريف والقرآن"؟.

 وقال إن لله تسعًا وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة، وهو عدد الأسماء 99 ومختصة بالله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن اختصاص أسماء الله الحسنى، يأتي في التفريق بين صيغة الحديث حينما قال لله تسع وتسعون، فلم يقل الأسماء الحسنى لله، حتى لا يفهم منها أيضًا أنها لغير الله، لافتًا إلى أنه تم تقديم الخبر على المبتدأ، لجعل الأسماء لله فقط وتختص بالله عز وجل.

وتابع: «هناك أحاديث وردت عن أبي هريرة، وعدد به الأسماء 99، وذكر القرآن أسماء الله الحسنى مفصلة على أكثر من سورة من سور القرآن، ولكن عددها أبي هريرة في الحديث الشريف 99 اسمًا».

وواصل: «لكن هناك حديث آخر، وهو صحيح أكد فيه أن هناك أسماء يعلمها الله سبحانه وتعالى، لا يعلمها سواه، فحينما قال النبي في دعائه في الحديث الصحيح- اللهمّ إني أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علمته أحدًا من خلقِك أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزني وذهابَ همّي وغمّي، أى أنه هناك أسماء لا يعلمها سوى الله واختص بعلمها ذاته فقط».

 

ثواب حفظ أسماء الله الحسنى وعلاقتها بالجنة

أجاب فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن سؤال: "هل من أحصى أسماء الله الحسنى دخل الجنة؟".

وقال إن المعنى السائد والشائع لدى الناس خاطئ، فليس المقصود هو حفظها وترديدها فقط، لتكون باب دخولنا للجنة.

وأضاف: "الثواب على قدر المشقة، وليس من المعقول أن يكون دخول الجنة مرهونًا فقط بحفظ أسماء الله الحسنى، ولكن من أحصاها علمًا وعملًا، فهذه الأسماء منجم من الأخلاق، ومن يستطيع العمل بها والتشبه بها، هو من يدخل بها.

وتابع: "الأخلاق هي الطريق المعبد والسريع إلى الجنة، والعبادة إذا لم تكتمل بفضائل الأخلاق أصبحت في مهب الريح، ولدينا ما يؤكد ذلك في أحاديث النبي، فلدينا المرأة التي حبست القطة وبسبب تصرفها غير الأخلاقي دخلت النار، ولدينا أيضًا المرأة التي كانت تفعل كل العبادات ولكن لم يسلم الناس من لسانها فكتبت من أهل النار، والمرأة الأخرى التي كانت تصوم رمضان فقط، ولكن كانت تتصدق وتحبس لسانها على الناس فكتبها الله من أهل الجنة".

وواصل شيخ الأزهر: «إن لله تسعًا وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة، وهو عدد الأسماء 99 ومختصة بالله سبحانه وتعالى».

 

معنى اسم الله «القدوس»

تحدث فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن معنى اسم الله القدوس.

وقال إن اسم القدوس هو من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن والحديث الشريف المعدد لأسماء الله الحسنى، ومعناه مشتق من التقديس بمعني التطهير والتنزيه عن صفات المخلوقات جميعًا.

وأضاف أن الله منزه في ذاته وصفاته وأفعاله، عن الصفات التي تلحق غيره من المخلوقات، لافتًا إلى أن أي صورة يتصورها البشر عنه هو منزه عنها، مرددًا: "كل ما خطر ببالك الله غير ذلك".

وتابع: “ليس كمثله شىء وهو السميع البصير، فهو لا يسمع بأذن أو يرى بعينه، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فالعقل البشري مسجون ومحكوم بالقوانين الطبيعية، ولأننا لم نرَ مخلوقات غير ذلك”.

وواصل: “ معنى القدوس هنا له مفهوم خاطئ، حيث يعتقد البعض أن الله قدوس لأننا نقدسه، ولكن حقيقة الأمر غير ذلك، فاسم قدوس هنا اسم فاعل، أى أنه من يقدس ذاته، وليست قاصرة على العباد، فجميع المخلوقات تقدس الله، وذاته ليست بحاجة إلى أحد يقدسه، بل هو مقدس منذ الأزل”.

 

اسم المؤمن ومعجزة القرآن 

 

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن تساؤل كيف يؤمن الله يوم القيامة عباده من لم بروا معجزات الرسل والأنبياء؟

وأضاف أن الرسالات السابقة قبل رسالة الإسلام هي رسالات محدودة، يرسلها الله لناس معينة في فترة زمنية معينة، ولذلك كل النبوات قبل الإسلام محدودة، ولذلك كانت معجزاتها حسية.

وأوضح أن الرسالة الأخيرة هي رسالة الإسلام وهي الرسالة العامة حتى تقوم الساعة، ولكن شملتها رسالات حسية لمن عاصر وقت النبي وعاشوا معه مثل إنشقاق القمر والمعراج، وغيرها.

وتابع أن المعجزة المناسبة والمستمرة هي لا بد أن تكون عقلية ولا ترتبط بزمن ولا مكان محدود، وكانت القرآن الكريم والتي توفر له من أدوات الحفظ والتسجيل ويحفظه الأطفال قبل أن تفهم معناه، لافتا إلى أن هذه هي حجة النبي على الناس يوم القيامة ممن لم يروه.

واستطرد: "الإعجاز الذي في القرآن أنه تحدث عن تفاصيل الأناجيل والتوراة، من قبل أن يعرف العالم العربي تفاصيله، مرددا: "أول نسخة عربية من التوراة سجلت بعد وفاة النبي بـ100 سنة، وهو ما يفسر معجزة وسبق القرآن الكريم".

وأكد أنه لو ثبت أن هناك نسخا قبل القرآن لكانت هناك عدم مصداقية لمعجزة القرآن، ولكن هذا لم يحدث، وهو ما أثبته علماء الأديان من الغرب، مشيرا إلى أن القرآن الكريم اشتمل على قوانين اجتماعية وعلاقات الدول وعلاقة المسلمين بغيرهم، حتى الآن لو طبق نصفها لاستراح العالم.

وأوضح شيخ الأزهر، أن القرآن الكريم وجد في مجتمع معروف بالبلاغة والفصاحة، وتحداهم النبي بأن يأتوا بسورة منه أو حتى آية ولم يعرفوا، مرددا: "لو لم يكن معجزة لاستطاعوا وانتهت قصة الرسالة التي أتى بها النبي ولكن لم ولن يحدث بأن يستطيع أحد أن يأتي بمثل معجزة القرآن الكريم".

وأكد أن المؤمن هو اسم من أسماء الله الحسنى، وذكر في القرآن الكريم وجاء في حديث أبي هريرة المعدد لأسماء الله الحسني ومتفق عليه جموع العلماء المسلمين.

وتابع أن للاسم معنيين، الأول يأتي من الأمن بمعنى توفير الأمان والسلامة للمؤمن عليه، حيث يعني أن الله يؤمن عباده من عذاب يوم القيامة، والثاني بمعنى التصديق، مستدلا بآية من القرآن الكريم قائلا: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".

وواصل: “والآية هنا تأتي بمعنى التصديق، حيث إن الله صدق في الأزل وآمن بأنه لا إله إلا هو وصدق من بعده الملائكة وأولو العلم، ويتعدى أيضا بتصديقه لأنبيائه ورسله”، لافتا إلى أن حجة الله على الناس لتصديق الرسل والأنبياء، وإذا لم يصدقوا يستحقوا العذاب، هي تصديقه لهم، والدليل هنا المعجزات.

واستطرد: “ولذلك كانت الأنبياء تأتي معها بمعجزات كانت بمثابة شهادة تصديق من الله عز وجل للأنبياء والرسل، وبهذه المعجزات أصبح الله مؤمنا ومصدقا لأنبيائه ورسله بمعجزاتهم”.