رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يحاسبنا الله ونحن لم نر معجزات الرسل والأنبياء؟.. شيخ الأزهر يجيب

ستوديو

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن تساؤل كيف يؤمن الله عباده يوم القيامة من لم يروا معجزات الرسل والأنبياء؟.

الرسالات السابقة قبل الإسلام هي رسالات محدودة

وأضاف، خلال حواره ببرنامج "حديث الإمام الطيب"، المذاع على قناة "الحياة"، ويقدمه الإعلامي رضا مصطفى، أن الرسالات السابقة قبل رسالة الإسلام هي رسالات محدودة، يرسلها الله لناس معينة في فترة زمنية معينة، ولذلك كل النبوات قبل الإسلام محدودة، ولذلك كانت معجزاتها حسية.

وأوضح أن الرسالة الأخيرة هي رسالة الإسلام وهي الرسالة العامة حتى تقوم الساعة، ولكن شملها رسالات حسية لمن عاصر وقت النبي وعاشوا معه مثل إنشقاق القمر والمعراج، وغيرها.

وتابع أن المعجزة المناسبة والمستمرة هي لا بد أن تكون عقلية ولا ترتبط بزمن ولا مكان محدود، وكانت القرآن الكريم والتي توفر له من أدوات الحفظ والتسجيل ويحفظه الأطفال قبل أن تفهم معناه، لافتا إلى أن هذه هي حجة النبي على الناس يوم القيامة ممن لم يروه.

واستطرد: "الإعجاز الذي في القرآن أنه تحدث عن تفاصيل الأناجيل والتوراة، من قبل أن يعرف العالم العربي تفاصيله، مرددا: "أول نسخة عربية من التوراة سجلت بعد وفاة النبي بـ100 سنة، وهو ما يفسر معجزة وسبق القرآن الكريم".

وأكد أنه لو ثبت أن هناك نسخا قبل القرآن لكانت هناك عدم مصداقية لمعجزة القرآن، ولكن هذا لم يحدث، وهو ما أثبته علماء الأديان من الغرب، مشيرا إلى أن القرآن الكريم اشتمل على قوانين اجتماعية وعلاقات الدول وعلاقة المسلمين بغيرهم، حتى الآن لو طبق نصفها لاستراح العالم.

وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن الكريم وجد في مجتمع معروف بالبلاغة والفصاحة، وتحداهم النبي بأن يأتوا بسورة منه أو حتى آية ولم يعرفوا، مرددا: "لو لم يكن معجزة لاستطاعوا وانتهت قصة الرسالة التي أتى بها النبي، ولكن لم ولن يحدث بأن يستطيع أحد أن يأتي بمثل معجزة القرآن الكريم".

وأكد أن المؤمن هو اسم من أسماء الله الحسنى، وذكر في القرآن الكريم وجاء في حديث أبي هريرة المعدد لأسماء الله الحسني ومتفق عليه جموع العلماء المسلمين.

وتابع أن للاسم معنين، الأول يأتي من الأمن بمعنى توفير الأمان والسلامة للمؤمن عليه، حيث يعني أن الله يؤمن عباده من عذاب يوم القيامة، والثاني بمعنى التصديق، مستدلا بآية من القرآن الكريم قائلا: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".

وواصل: "والآية هنا تأتي بمعنى التصديق، حيث إن الله صدق في الأزل وآمن بأنه لا إله إلا هو وصدق من بعده الملائكة وأولو العلم، ويتعدى أيضا بتصديقه لأنبيائه ورسله، لافتا إلى أن حجة الله على الناس لتصديق الرسل والأنبياء، وإذا لم يصدقوا يستحقوا العذاب، هي تصديقه لهم، والدليل هنا المعجزات".

واستطرد: “ولذلك كانت الأنبياء تأتي معها بمعجزات كانت بمثابة شهادة تصديق من الله عز وجل للأنبياء والرسل، وبهذه المعجزات أصبح الله مؤمنا ومصدقا لأنبيائه ورسله بمعجزاتهم”.