رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تدبروا سورة الماعون».. شيخ الأزهر: «الإسلام مش بالصلاة والحجاب والعمرة»

ستوديو

تحدث فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن دور الدين الإسلامي في غرس الأخلاق، والتحلي بها، قائلا: “نحن حصرنا الإسلام في الصلاة والعمرة، والحجاب، وليس الأخلاق، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.

تركيز الإسلام على حسن الخلق عجيب 

وقال خلال حواره ببرنامج "حديث الإمام الطيب" المذاع على قناة "الحياة"، ويقدمه الإعلامي رضا مصطفى، إن تركيز الإسلام على حسن الخلق عجيب، مستدلا على ذلك بآيات من القرآن الكريم، قائلا: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".

وأضاف أن الله أراد بترتيب هذه الآية وضع النقاط فوق حروفها، وأن نستدل من كلامه عز وجل على أهمية التحلى بالأخلاق الكريمة حيث وضع بعد الإيمان بالله والكتاب، الزكاة ومساعدة الأقارب واليتامى والمساكين، وجاءت بعدها إقامة الصلاة فهي عماد الدين، ثم ركز على الوفاء بالعهد وهي مسألة أخلاقية، وقيمة الصبر في البأس وجعلهم هم الصادقين والمتقين.

وحذر الطيب مروجي الشائعات والكذب، خاصة في أمور الدين، موجها لهم دعوة بتدبر سورة الماعون حيث أكد الله عز وجل، أن من يكذب باالدين، الذي يدفع ويسيء إلى اليتيم، ولا يدعو إلى إطعام المسكين، ولم يبدأ بالصلاة، وجعلها في ثالث مرحلة، ثم رجع إلى الصلاة لأنها عماد الدين، ولكن ربطها بجرم أخلاقي وهي المرآه، أي النفاق والظهور بوجهين، واختتم السورة ويمنعون الماعون أي من يمنع الناس على مساعدة الغير، مرددا: "الدين مش في الحجاب ولا العمرة ولا الصلاة فقط ".

 

وعن كيفية التخلق باسم "السلام"، حذر الطيب في ذلك المتنمرين والساخرين، قائلا: "مطلوب من الإنسان أن يسلم لسانه من هذه الآفات، منها الغيرة والسخرية والاستهزاء والنميمة والكذب".

وأضاف الطيب، أن سلامة القلب من البغض والحقد والحسد، لافتا إلى أن نجاة العبد يوم القيامة تأتي من سلامة القلب، ومعاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح، لأنها عادة ترتبط بالشخص العاصي، لكن معاصي القلوب هي معاصي عابرة تؤذي الآخر، متابعا: "البرنامج الأخلاقي في الإسلام أساسي".

وعن حظ المسلم من اسم "السلام"، قال الطيب إن الإنسان من الممكن أن يتخلق بصفات الاسم لتطهير لسانه وقلبه وجوارحه، لافتا إلى أن المسلم يستطيع أن يتخلق ويستفيد من هذا الاسم، بسلامة عقله وقلبه وجوارحه مما نهى الله عن ارتكابه من معاصي وذنوب.

وأجاب الطيب عن تساؤل الجمهور عن لفظ "الحوادث"، التي يتم ذكرها كثيرا في الحلقات الماضية ببرنامج "حديث الإمام الطيب".

وأوضح الطيب أنه لفظ مصطلح قديم يستخدم في العلوم العقلية، وتعني كلمة "الحوادث" أي المخلوقات، وسميت بهذا الاسم لأنها حدثت بعد عدم، لافتا إلى أن الحادثة تأتي بعد عدم.

ولفت إلى أن هناك فروقا كبيرة بين صفات الحوادث وصفات الله عز وجل، فالحوادث ليست قديمة، وكانت من العدم، أما وجود الله قديم وذاته ليست لها بداية أو نهاية، مرددا: "كل شىء غير الله باطلا".

وتابع أن كلمة "الحوادث" لفظها وجرسها محير، ومعنى كلمة الحوادث أي المخلوقات، وسميت بهذا الاسم لأنها جاءت بعد عدم.