رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شادية تمردت على أدوار الدلوعة وتنازلت عن أهم مميزاتها وبكت بأول أدوارها

شادية
شادية

قال أشرف غريب، الناقد الفني، إن الفنانة الراحلة شادية كان طموحها أن تكون ممثلة وليست مطربة رغم أنها دخلت السينما من جمال الصوت، ومن الممكن أن تكون ورثت حبها للسينما لأنها كانت تمثل في المدرسة وذلك أن شقيقتها عفاف شاكر، دخلت السينما قبلها وكانت ترى احتفال الصحافة بها.

وأضاف خلال مداخلة هتفية لبرنامج "التاسعة"، مع الإعلامي يوسف الحسيني، المذاع عبر فضائية الأولى المصرية، أن شادية جاءت في بدية الستينيات وتنازلت عن أهم مميزاتها وهو الغناء ومثلت فقط، ومنها "الطريق، اللص والكلاب، ومراتي مدير عام"، وهي ممثلة لا يشق لها غبار.

وتابع، أن شادية نافست فاتن حمامة، ومريم فخرالدين، وكل الفنانات في السينما المصرية رغم أنها دخلت الفن كمطربة، موضحًا أن شادية قدمت 117 فيلمًا وتعد أكبر رقم فيه صوت غنائي يقدم، فصباح قدمت 84 فيلمًا وعبدالحليم 16 فيلمًا وفريد 31 فيلمًا.

شادية أكثر النجمات تقديمًا لروايات نجيب محفوظ

وأشار إلى أن شادية من أكثر الفنانات اللاتي قدمن روايات لنجيب محفوظ وخلال فترة الستينيات قامت بتغيير جلدها وتخلت عن فكرة البنت الدلوعة في أفلام مثل" اللص والكلاب، وشيء من الخوف"، وقدمت 32 فيلمًا بعد الستينيات معظمها نصوص أدبية.

وأكد أن الأديب الراحل نجيب محفوظ قال عنها: "شادية قدمت بطلات أفلامي أقوى وأعمق مما كنت أتخيلها على الورق".

تفاصيل أول عمل لشادية وقصة ضحك الجمهور عليها

وقالت الفنانة شادية، في مذكراتها التي كتبتها الناقدة الراحلة إيريس نظمي، عن ظهورها السينمائي الأول عام 1947 في فيلم بعنوان “أزهار وأشواك”: "تصادف أن كان مدرس الموسيقى صديقا للمخرج أحمد بدرخان، وبعد أن لاحظ اهتمامي الشديد بالموسيقى والغناء، وحبى المجنون للتمثيل والسينما، فاجأني ذات مرة بعد انتهاء درس الموسيقى، بقوله (سأقدمك للمخرج أحمد بدرخان.. إنه صديقي)، وكدت أطير من الفرح، أخيرا سألتقي بمخرج سينمائى، وبمن؟ أحمد بدرخان شخصيا".

وأضافت: "ولم أصدق إلا عندما وجدت نفسي جالسة أمام المخرج الكبير الذى طلب أن يستمع إلى صوتي، وملأ الخوف قلبي، إنه امتحان صعب يترتب على نتيجته مستقبل حياتى، وشجعني مدرس الموسيقى وبدأت أغنى، وكانت سعادتى لا توصف عندما رأيت ابتسامة الرضا والإعجاب على وجه المخرج أحمد بدرخان، الذى قال (إنها تصلح ممثلة ومطربة)، هذه هي الجملة التى كنت أنتظرها، أخيرا.. يتحقق الحلم الذي تصورته صعبا ومستحيلا".

وتابعت: "وقعت أول عقد فني في حياتي وعمري خمسة عشر عاما، وكان العقد يقضي بأن أحصل على مائتي جنيه، وفي أول كل شهر كنت أحصل على 20 جنيها من المبلغ المتفق عليه، وظهرت في لقطة واحدة على الشاشة في فيلم اسمه (أزهار وأشواك) الذي أخرجه حسين حلمي المهندس، مثلت دور كومبارس، وكانت معي هند رستم أيضا التى ظهرت مثلي في دور كومبارس، أما بطلة الفيلم سناء سميح، لم أكن قد قرأت القصة ولا السيناريو، وظننت أني سأكون من بين أبطال الفيلم".

واستطردت: "في يوم الافتتاح ذهبت مع هند رستم وجلسنا معا في (اللوج).. وجاءت سناء سميح، ورفضت أن تجلس معنا نحن الكومبارس، وفضلت أن تجلس في لوج آخر بعيدا عنا، وشعرت بالإهانة الشديدة، وبكيت.. لكن هند رستم قالت لي (ماتزعليش بكره تبقي أحسن منها)".

وأضافت: "وبدأ الفيلم، وجدت نفسي لا أظهر إلا في لقطة واحدة، تصورني وأنا أتظاهر بالغناء وأفتح وأغلق فمي وكأنني أغني، بينما صوت مطربة أخرى غيري هو الذي نسمعه وهي تغني باللغة العربية الفصحى، وكان منظرا مضحكا، فكيف تغني هذه الفتاة الصغيرة التي هي أنا بهذا الصوت العريض الذي هو صوت المطربة الأخرى؟ إن صوتها العريض غريب على شكلي وجسمي وعمري الصغير".

وتابعت: "ضجت السينما كلها بالضحك.. وسمعت أبي يقول هامسا لي في الظلام: يالا نخرج قبل ما الجمهور يضربك".

فيلم "أزهار وأشواك" عُرض عام 1947، وشارك في بطولته مديحة يسري، وعماد حمدي، وسناء سميح، ويحيى شاهين، وحسن فايق وغيرهم.