رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستغاثة الأخيرة.. لماذا وزّع صلاح منصور شربات بعد وفاة نجله؟

صلاح منصور
صلاح منصور

اشتهر الفنان الراحل صلاح منصور بتجسيد أدوار الشر في أغلب أعماله الفنية، ولقب بـ"عمدة السينما المصرية"، بسبب دوره في فيلم "الزوجة الثانية" الذي جسد فيه شخصية العمدة وكان يعد أهم دور له في مسيرته الفنية.

كان وراء هذه الشخصية الحزينة قصص صعبة وأليمة ولكنها حقيقية، فقد كان ابنه الصغير هشام يعاني من مرض ضمور العضلات والتخلف الذهني، ما جعل الأب يسافر معه سنويًا إلى لندن، لتلقى العلاج الذى كانت تكاليفه باهظة جعلت كل أمواله تنفد مما اضطره لتقديم مذكرة يطلب فيها أن تتكفل الدولة بهذه التكاليف.

بالفعل تكفلت الدولة بمصاريف علاج ابنه لمدة 3 شهور فقط، ولم تقبل أن تدفع مرة أخرى، وأثناء تواجده مع نجله في لندن، جمعته الصدفة بالرئيس أنور السادات الذي كان يقوم بزيارة لبريطانيا في هذا الوقت، وكان يلتقي في السفارة المصريين المقيمين في لندن، فذهب إليه صلاح منصور وطلب منه أن تعود الدولة لتتكفل بمصاريف علاج ابنه، فوافق السادات على طلبه بالقول فقط، لكن صلاح منصور لكي يطمئن طلب منه أن يكتب مذكرة تؤكد كلامه فكتب له مذكرة، وبعدها بفترة توفي ابنه بعد خضوعه لعملية خطيرة في لندن بعد 10 سنوات مع معاناته مع المرض.

وفاة هشام شكلت صدمة كبيرة للفنان الراحل وأثرت على أعصابه بشكل كبير، وأصيب بمرض السرطان وحاول إخفاء مرضه عن عائلته، ولم تكن هذه هي الصدمة الأولى لصلاح منصور فقد كان ابنه الثاني من أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، وكان من أحد شهداء الحرب.

عندما علم صلاح منصور بوفاته لم يحزن، بل قام بتوزيع الحلوى والشربات على جيرانه وأثناء تكريم أهالي الشهداء عانق السادات متأثرا وبكى بشدة، وقام بالتبرع بمكافأة ابنه الشهيد من أجل الجيش المصري، بهذا الموقف يضرب الفنان الراحل مثالاً في الوطنية والإخلاص.