قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إنه كان من الوقائع العجيبة التي قضى فيها سيدنا علي بن أبي طالب، هي "الزبية" رُفع اليه وهو باليمن خبر زبية حفرت للأسد.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامي أحمد الدريني ببرنامج "رجال حول الرسول" المذاع عبر فضائية "دي إم سي" مساء اليوم: "روى هذه الحكاية إبراهيم بن هاشم في كتاب عجائب أحكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بما يخالف ما مر، ففي الكتاب المذكور ما لفظه: وعنه أي عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللّه، قال: بعث النبي (ص) عليا إلى اليمن وإذا زبية قد وقع فيها الأسد، فأصبح الناس ينظرون إليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية، فسقط رجل في الزبية وتعلق بالذي يليه، وتعلق الآخر بالآخر، حتى وقع فيها أربعة، فجرحهم الأسد، وتناول رجل الأسد بحربة فقتله فأخرج القوم موتى، فانطلقت القبائل إلى قبيلة الرجل الأول الذي سقط وتعلق فوقه ثلاثة، فقالوا لهم: أدوا دية الثلاثة الذين أهلكهم صاحبكم، فلولا هو ما سقطوا في الزبية.
وتابع: "قال أهل الأول إنما تعلق صاحبنا بواحد فنحن نؤدي ديته، واختلفوا حتى أرادوا القتال، فصرخ رجل منهم إلى أمير المؤمنين وهو منهم غير بعيد فأتاهم ولامهم وأظهر موجدة، وقال لهم: لا تقتلوا أنفسكم ورسول اللّه حي وأنا بين أظهركم فإنكم تقتلون أكثر ممن تختلفون فيه، فلما سمعوا ذلك منه استقاموا، فقال إني قاض فيكم قضاء فإن رضيتموه فهو نافذ وإلا فهو حاجز بينكم من جاوزه فلا حق له حتى تلقوا رسول اللّه(ص) فيكون هو أحق بالقضاء مني".
واستكمل: "فاصطلحوا على ذلك، فأمرهم إن يجمعوا دية تامة من القبائل الذين شهدوا الزبية ونصف دية وثلث دية وربع دية، فأعطى أهل الأول ربع الدية من أجل أنه هلك فوقه ثلاثة، وأعطى الذي يليه ثلث الدية من أجل أنه هلك فوقه اثنان، وأعطى الثالث النصف من أجل أنه هلك فوقه واحد، وأعطى الرابع الدية تامة لأنه لم يهلك فوقه أحد، فمنهم من رضي ومنهم من كره".
واستطرد: "فقال لهم علي بن أبي طالب: تمسكوا بقضائي إلى أن تأتوا رسول اللّه (ص) فيكون القاضي فيما بينكم. فوافقوا رسول اللّه (ص) بالموقف، فثاروا إليه فحدثوه حديثهم، فاحتبى ببرد عليه، ثم قال: أنا أقضي بينكم إن شاءاللّه. فناداه رجل من القوم: أن علي بن أبي طالب قد قضى بيننا. فقال النبي(ص): ما هو؟ فأخبروه. فقال: هو كما قضى، فرضوا بذلك".
وواصل: "عندما صنف العلماء هذه الرواية قالوا إن المجتمعين تزاحموا وتدافعوا فيكون سقوط الأول بسببهم فكانت له عليهم الدية، لكن سقط عنهم ثلاثة أرباعها من حيث إنه سقط فوقه ثلاثة وكان هو السبب في سقوط الأول منهم وسقط عنهم ثلثا الدية للثاني من حيث سقط فوقه اثنان كان هو السبب في سقوط أولهما وسقط عنهم نصف الدية للثالث من حيث سقط فوقه واحد كان هو السبب في سقوطه وأعطي الرابع دية كاملة لأنه لم يسقط بسببه أحد، واللّه أعلم".