رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: إجماع الأمة مصدر من مصادر التشريع

ستوديو

استكمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الحلقة الثانية من برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" حديثه عن صفات الأمة الإسلامية، حيث تحدث فضيلته عن الصفة الثانية وهي "الوسطية" والتي نقرؤها في قولِه تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [البقرة: 143]، والتي تمهد بدورها: "للشهادة على الناس"، موضحًا أن النبيُّ صلي الله عليه وسلم قد فسر "الوسط" بأنه العدل؛ بما يعني أن الأمة الوسط: هي الأمة التي تتصف بصفة «العدل»، وسمي "الوسط" عدلًا؛ لأنه نقطة متوسطة تمام التوسط بين طرفين، وإذا كان الوسط هو العدل؛ فهو مستلزم بالضرورة معنى الخيرية والأفضلية.

وقال فضيلة الإمام الأكبر: إن القرآن الكريم حين يصف الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط، أي "أمة العدل"، فإنه لا يعني أن هذا الوصف ثابت لكل فرد من أفراد الأمة، وإن كل فرد من أفرادها عادل؛ لا يظلم، ولا يعتدي، ولا يجور على أحد في قوله أو فعله؛ فهذا ما لم يحدث ولن يحدث لأي مجتمع من مجتمعات البشر.

وتابع: "وإنما المقصود ثبوت وصف العدل لمجموع الأمة لا لجميعها أي كل فرد من أفرادها، مضيفًا أن العدل هو وصف للأمة في مفهومها وعنوانها العام، وليس وصفًا لها باعتبار أفرادها، وأن الآية الكريمة تفيد بأن التعديل الإلهي لهذه الأمة يكسبها الحصانة من الخطأ والضلال، فيما تنتهي إليه من إجماع على رأي أو فعل أو قول أو تشريع، ومن هنا كان إجماع الأمة مصدرًا من مصادر التشريع".